و تمت كلمة ربك أن يملأ جهنم كان صوابا و«كُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ» نصب علىالمصدر و تقديره و كل القصص نقص عليك و قيلأنه نصب على الحال فقدم الحال قبل العاملكما تقول كلا ضربت القوم و يجوز أن يكوننصبا على أنه مفعول به و تقديره و كل الذييحتاج إليه نقص عليك و يكون «ما نُثَبِّتُبِهِ فُؤادَكَ» بدلا منه قاله الزجاج وقوله «إِنَّا عامِلُونَ» «إِنَّامُنْتَظِرُونَ» لو دخلت الفاء فقال فإنالأفاد أن الثاني لأجل الأول و حيث لم يدخللم يفد ذلك.
المعنى
ثم أخبر سبحانه عن كمال قدرته فقال «وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَأُمَّةً واحِدَةً» أي على ملة واحدة و دينواحد فيكونون مسلمين صالحين عن قتادة وذلك بأن يلجئهم إلى الإسلام بأن يخلق فيقلوبهم العلم بأنهم لو راموا غير ذلكلمنعوا منه لكن ذلك ينافي التكليف و يبطلالغرض بالتكليف لأن الغرض به استحقاقالثواب و الإلجاء يمنع من استحقاق الثوابفلذلك لم يشأ الله ذلك و لكنه شاء أنيؤمنوا باختيارهم ليستحقوا الثواب و قيلمعناه لو شاء ربك لجعلهم أمة واحدة فيالجنة على سبيل التفضل لكنه اختار لهمأعلى الدرجتين فكلفهم ليستحقوا الثواب عنأبي مسلم و قيل معناه لو شاء لرفع الخلاففيما بينهم «وَ لا يَزالُونَمُخْتَلِفِينَ» في الأديان بين يهودي ونصراني و مجوسي و غير ذلك عن مجاهد و قتادةو عطا و الأعمش و الحسن في إحدى الروايتينعنه و في الرواية الأخرى عنه أنهم مختلفونفي الأرزاق و الأحوال و لتسخير بعضهم لبعضو قيل معناه يخلف بعضهم بعضا في الكفرتقليدا من غير نظر فإن قولك خلف بعضهم بعضاو قولك اختلفوا سواء كما أن قولك قتل بعضهمبعضا و قولك اقتتلوا سواء عن أبي مسلم«إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ» منالمؤمنين فإنهم لا يختلفون و يجتمعون علىالحق عن ابن عباس و المعنى لا يزالونمختلفين بالباطل إلا من رحمهم الله بفعلاللطف لهم الذي يؤمنون عنده و يستحقون بهالثواب فإن من هذه صورته ناج من الاختلافبالباطل «وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ» اختلففي معناه فقيل يريد و للرحمة خلقهم عن ابنعباس و مجاهد و قتادة و الضحاك و هذا هوالصحيح و اعترض على ذلك بأن قيل لو أرادالله ذلك لقال و لتلك خلقهم لأن الرحمةمؤنثة و هذا باطل لأن تأنيث الرحمة غيرحقيقي فإذا ذكر فعلى معنى التفضل والإنعام و قد قال سبحانه هذا رَحْمَةٌمِنْ رَبِّي و إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِقَرِيبٌ و مثله قول امرئ القيس:
برهرهة رودة رخصة
كخزعوبة البانةالمنفطر
كخزعوبة البانةالمنفطر
كخزعوبة البانةالمنفطر