مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 341
نمايش فراداده


  • و فضل مرداسا على الناس جملة و إن كل همهمه فهو فاعله‏

  • و إن كل همهمه فهو فاعله‏ و إن كل همهمه فهو فاعله‏

و منها خطور الشي‏ء بالبال و إن لم يقعالعزم عليه كقوله «إِذْ هَمَّتْطائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما» يعني أن الفشل خطرببالهم و لو كان الهم هاهنا عزما لما كانالله وليهما لأن العزم على المعصية معصيةو لا يجوز أن يكون الله ولي من عزم علىالفرار عن نصرة نبيه (ع) و يقوي ذلك قول كعببن زهير:


  • فكم فيهم من فارس متوسع و من فاعل للخيرإن هم أو عزم‏

  • و من فاعل للخيرإن هم أو عزم‏ و من فاعل للخيرإن هم أو عزم‏

ففرق بين الهم و العزم و منها أن يكونبمعنى المقاربة قالوا هم فلان أن يفعل كذاأي كاد يفعله قال ذو الرمة:


  • أقول لمسعود بجرعاء مالك و قد هم دمعيأن تلج أوائله‏

  • و قد هم دمعيأن تلج أوائله‏ و قد هم دمعيأن تلج أوائله‏

و الدمع لا يجوز عليه العزم و معناه كاد وقارب و قال أبو الأسود الدئلي:


  • و كنت متى تهمم يمينك مرة لتفعل خيراتقتفيها شمالكا

  • لتفعل خيراتقتفيها شمالكا لتفعل خيراتقتفيها شمالكا

و على هذا جاء قوله جِداراً يُرِيدُ أَنْيَنْقَضَّ أي يكاد و قال الحارثي:


  • يريد الرمح صدر أبي براء و يرغب عن دماءبني عقيل‏

  • و يرغب عن دماءبني عقيل‏ و يرغب عن دماءبني عقيل‏

و منها الشهوة و نيل الطباع يقول القائلفيما يشتهيه و يميل طبعه إليه هذا أهمالأشياء إلي و في ضده ليس هذا من همي و إذاكانت معاني الهم في اللغة مختلفة يجب أنينفي عن نبي الله يوسف (ع) ما لا يليق به وهو العزم على القبيح لأن الدليل قد دل علىأن الأنبياء لا يجوز المعاصي و القبائحعليهم و أجزنا عليهم ما سواه من معاني الهملأن كل واحد من ذلك يليق بحاله.

المعنى‏‏‏‏

«وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهالَوْ لا أَنْ رَأى‏ بُرْهانَ رَبِّهِ»اختلف العلماء فيه على قولين (أحدهما) أنهلم يوجد من يوسف ذنب كبير و لا صغير (والآخر) أنه وجد منه العزم على القبيح ثمانصرف عنه فأما الأولون فإنهم اختلفوا فيتأويل الآية على وجوه (أحدها) أن الهم فيظاهر الآية قد تعلق بما لا يصح تعلق العزمبه على الحقيقة لأنه قال «وَ لَقَدْهَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها» فعلق الهمبهما و ذاتاهما لا يجوز أن يرادا و يعزمعليهما لأن الموجود الباقي لا يصح أن يرادو يعزم عليه فإذا حملنا الهم في الآية علىالعزم فلا بد من تقدير أمر