مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 388
نمايش فراداده

زعم أنه إضمار على شريطة التفسير فخرجبذلك عما يكون عليه الإضمار قبل التفسيرفإن قلت فعلى م تحمل الضمير في«فَأَسَرَّها» قلنا يحتمل أن يكون إضماراللإجابة كأنهم لما قالوا «إِنْ يَسْرِقْفَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ» أسريوسف إجابتهم في نفسه و لم يبدها لهم فيالحال و جاز إضمار ذلك لأنه دل ما تقدم منمقالتهم عليه و جاز أن يكون إضماراللمقالة كأنه أسر يوسف مقالتهم لأن القولو المقالة واحد و يكون معنى المقالةالمقول كما أن الخلق عبارة عن المخلوق أيأكنها في نفسه و أوعاها و لم يطرحها إرادةللتوبيخ عليها و المجازاة بها انتهى تلخيصكلام أبي علي و قوله «شَيْخاً» صفة الأب والكبير صفة الشيخ و «مَعاذَ اللَّهِ»منصوب على المصدر و العرب تقول معاذ الله ومعاذة الله و عوذنا الله و عوذة الله وعياذ الله و يقولون اللهم عائذا بك أيأدعوك عائذا بك و أن تأخذ في موضع نصب والمعنى أعوذ بالله من أخذ أحد إلا من وجدنامتاعنا عنده فلما سقطت من أفضى الفعل فنصبعن الزجاج و قوله «إِنَّا إِذاًلَظالِمُونَ» فيه معنى الجزاء أي إن أخذناغيره فنحن ظالمون و نجيا نصب على الحال وما في قوله «ما فَرَّطْتُمْ» لغو أي و منقبل فرطتم و يجوز أن تكون مصدرية في موضعرفع بمعنى تفريطكم واقع من قبل فيكون «مافَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ» في موضع رفعبالابتداء و من قبل خبره و يجوز أن يكون فيموضع نصب عطفا على أن، فيكون المعنى أ لمتعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا وتفريطكم في يوسف و يحكم عطف على يأذن ويجوز أن يكون بمعنى إلا أن أي لن أبرحالأرض إلا أن يحكم الله لي.

المعنى‏‏‏‏

ثم أخبر سبحانه عن إخوة يوسف أنهم«قالُوا» ليوسف «إِنْ يَسْرِقْ» ابنيامين «فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ» من أمه«مِنْ قَبْلُ» فليست سرقته بأمر بديع فإنهاقتدى بأخيه يوسف و اختلف فيما وصفوه به منالسرقة على أقوال‏ فقيل إن عمة يوسف كانت تحضنه بعد وفاة أمهو تحبه حبا شديدا فلما ترعرع أراد يعقوب أنيسترده منها و كانت أكبر ولد إسحاق و كانتعندها منطقة إسحاق و كانوا يتوارثونهابالكبر فاحتالت و جاءت بالمنطقة و شدتهاعلى وسط يوسف و ادعت أنه سرقها و كان منسنتهم استرقاق السارق فحبسته بذلك السببعندها عن ابن عباس و الضحاك و الجبائي و قدروي ذلك عن أئمتنا (ع) و قيل إنه سرق صنما لجده من قبل أمه فكسرهو ألقاه على الطريق عن سعيد بن جبير وقتادة و ابن زيد و قيل إنه سرق دجاجة كانتفي بيت يعقوب أو بيضة فأعطاها سائلافعيروه بها عن سفيان بن عيينة و مجاهد«فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ» أيفأخفى يوسف تلك الكلمة التي قالوها «وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ» أي لم يظهرها «قالَأَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً» في السرق لأنكمسرقتم أخاكم من أبيكم «وَ اللَّهُ‏