مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 396
نمايش فراداده

أراد أن لنا محلا و أن لنا مرتحلا قال أبوعلي قوله من يتقي لا يحمل على نحو قولالشاعر:

" أ لم يأتيك و الأنباء تنمي" لأن هذا و نحوه إنما يجي‏ء في الشعر و لكنتجعل من موصولة فيكون بمنزلة الذي يتقي ويحمل المعطوف على المعنى لأن من يتقي، إذاكان من منزلة الذي، بمنزلة الجزء الجازمبدلالة أن كل واحد منهما يصلح دخول الفاءفي جوابه فإذا اجتمعا في ذلك جاز أن يعطفعليه كما يعطف على الشرط المجزوم لكونهبمنزلته فيما ذكرناه و مثل ذلك قولهفَأَصَّدَّقَ وَ أَكُنْ حملت وَ أَكُنْعلى موضع الفاء و مثله قول من قرأ و يذرهمفي طغيانهم جزما و يجوز أن تقدر الضمة فيقوله «وَ يَصْبِرْ» و تحذفها للاستخفافكما يخفف نحو عضد و سبع و جاز هذا في حركةالإعراب كجوازه في حركة البناء و زعم أبوالحسن أنه سمع رسلنا لديهم يكتبون بإسكاناللام من رسلنا و يقوي ذلك قراءة من قرأ ويتقه أ لا ترى أنه جعل تقه بمنزلة كتف و علمفأسكن فكذلك يسكن على هذا و يصبر.

اللغة‏

الإزجاء في اللغة السوق و الدفع قليلا ومنه قوله يزجي سحابا قال النابغة:


  • و هبت الريح من تلقاء ذي أرل تزجي معالليل من صرادها صرما

  • تزجي معالليل من صرادها صرما تزجي معالليل من صرادها صرما

و فلان يزجي العيش أي يدفع بالقليل ويكتفي به قال الأعشى:


  • الواهب المائة الهجان و عبدها عوذايزجي خلفها أطفالها

  • عوذايزجي خلفها أطفالها عوذايزجي خلفها أطفالها

أي يدفع و قال آخر:

" و حاجة غير مزجاة من الحاج" و إنما قيل «بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ» لأنهايسيرة ناقصة و إنما يجوز ذلك على دفع منأخذها و المن النعمة و أصله القطع لأنهاتقطع المنعم عليه من حال بؤسه و الإيثارتفضيل أحد الشيئين على الآخر و نظيرهالاختيار و الاجتباء و نقيضه الإيثار عليهو أصله من الأثر فإنه يؤثر من له أثر جميل والأثر الإخبار يقال أثر يأثر و المأثرةالمكرمة لأنها تؤثر و الخطأ ضد الصوابيقال خطأ الرجل يخطأ خطأ و خطأ فهو خاطئ وأخطأ بخطإ إخطاء فهو مخطئ قال امرؤ القيس: