و لما قال يعقوب لبنيه اذْهَبُوافَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِخرجوا إلى مصر «فَلَمَّا دَخَلُواعَلَيْهِ» أي على يوسف «قالُوا ياأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ» أي أصابنا و من يختصبنا الجوع و الحاجة و الشدة من السنينالشدائد القحاط و قيل أنهم شكوا ما نالهممن هلاك مواشيهم و البلاء الذي أصابهم «وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ» أي ندافعبها الأيام و نتقوتها و ليست مما يتسع به وقيل رديئة لا تؤخذ إلا بوكس عن ابن عباس والجبائي و قيل قليلة عن الحسن و مجاهد وقتادة و ابن زيد و أبي مسلم و اختلف في تلكالبضاعة فقيل كانت دراهم رديئة زيوفا لاتنفق في ثمن الطعام عن عكرمة عن ابن عباس وقيل كانت خلق الغرارة و الحبل ورث المتاععن ابن أبي مليكة عنه و قيل كانت متاعالأعراب الصوف و السمن عن عبد الله بنالحرث و قيل الصنوبر و الحبة الخضراء عنالكلبي و مقاتل و قيل دراهم فسول عن سعيدبن جبير و قيل كانت أقطا عن الحسن و قيلالنعال و الأدم عن الضحاك و عنه أيضا أنهاسويق المقل «فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ»كما كنت توفي في السنين الماضية و لا تنظرإلى قلة بضاعتنا في هذه السنة «وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا» أي سامحنا بما بينالنقدين و سعر لنا بالرديء كما تسعربالجيد و قيل معناه تصدق علينا برد أخيناعن ابن جريج و الضحاك «إِنَّ اللَّهَيَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ» أي يثيبهمعلى صدقاتهم بأفضل منها و في كتاب النبوة بالإسناد عن الحسن بنمحبوب عن أبي إسماعيل الفراء عن طربال عنأبي عبد الله (ع) في خبر طويل أن يعقوب كتبإلى يوسف بسم الله الرحمن الرحيم إلى عزيزمصر و مظهر العدل و موفي الكيل من يعقوب بنإسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن صاحب نمرودالذي جمع له النار ليحرقه بها فجعلها اللهعليه بردا و سلاما و أنجاه منها أخبرك أيهاالعزيز أنا أهل بيت لم يزل البلاء إليناسريعا من الله ليبلونا عند السراء والضراء و أن المصائب تتابعت علي عشرين سنةأولها أنه كان لي ابن سميته يوسف و كانسروري من بين ولدي و قرة عيني و ثمرة فؤاديو أن إخوته من غير أمه سألوني أن أبعثهمعهم يرتع و يلعب فبعثته معهم بكرةفجاءوني عشاء يبكون و جاءوا على قميصه بدمكذب و زعموا أن الذئب أكله فاشتد لفقدهحزني و كثر عن فراقه بكائي حتى ابيضت عينايمن الحزن و أنه كان له أخ و كنت به معجبا وكان لي أنيسا و كنت إذا ذكرت يوسف ضممتهإلى صدري فسكن بعد ما أجد في صدري و أنإخوته ذكروا لي أنك سألتهم عنه و أمرتهم أنيأتوك به فإن لم يأتوك به منعتهم الميرةفبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا فرجعوا إلىو ليس هو معهم و ذكروا أنه سرق مكيال الملكو نحن أهل بيت لا نسرق و قد حبسته عني