مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 410
نمايش فراداده

سورة يوسف (12): الآيات 108 الى 109

قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَىاللَّهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِاتَّبَعَنِي وَ سُبْحانَ اللَّهِ وَ ماأَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَ ماأَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاًنُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى‏أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِفَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَدارُالْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاأَ فَلا تَعْقِلُونَ (109)

القراءة

قرأ حفص عن عاصم «إِلَّا رِجالًا نُوحِيإِلَيْهِمْ» بالنون حيث كان و قرأ الباقونيوحى بالياء و فتح الحاء «أَ فَلاتَعْقِلُونَ» ذكرنا الخلاف فيه في سورةالأنعام.

الحجة‏‏‏‏

قال أبو علي الوجه في النون قوله «إِنَّاأَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْناإِلى‏ نُوحٍ» و الوجه في الياء قوله «وَأُوحِيَ إِلى‏ نُوحٍ» و قُلْ أُوحِيَإِلَيَّ.

اللغة‏

السبيل الطريق و هو المكان المهيا للسلوكو دين الإسلام طريق يؤدي إلى الجنة والسبيل يذكر و يؤنث قال:


  • فلا تبعد فكل بني أناس سيصبح سالكا تلكالسبيلا

  • سيصبح سالكا تلكالسبيلا سيصبح سالكا تلكالسبيلا

و البصيرة ما يبصر به الشي‏ء أي يعرف والسير المرور الممتد في جهة و منه السيرواحد السيور لامتداده في جهة.

المعنى‏‏‏‏

ثم أمر سبحانه نبيه (ص) أن يبين للمشركينما يدعو إليه فقال «قُلْ» يا محمد لهم«هذِهِ سَبِيلِي» أي طريقي و سنتي ومنهاجي عن ابن زيد و قيل معناه هذه الدعوةالتي أدعو إليها ديني و طريقي عن مقاتل والجبائي ثم فسر ذلك بقوله «أَدْعُوا إِلَىاللَّهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ» أي أدعو إلىتوحيد الله و عدله و دينه على يقين و معرفةو حجة قاطعة لا على وجه التقليد «أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي» أي أدعوكم أنا و يدعوكمأيضا إليه من آمن بي و يذكر بالقرآن والموعظة و ينهى عن معاصي الله قال ابنالأنباري و يجوز أن يتم الكلام عند قوله«أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ» ثم ابتدأ و قال«عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِاتَّبَعَنِي» و هذا معنى قول ابن عباس أنهيعني أصحاب محمد كانوا على أحسن طريقة «وَسُبْحانَ اللَّهِ» معناه تنزيها لله عماأشركوا و تقديره قل هذه سبيلي و قل سبحانالله و قيل أنه اعتراض بين الكلامين والواو فيه مثل قولك قال الله و هو منزه عنالشركاء سبحان الله «وَ ما أَنَا مِنَالْمُشْرِكِينَ» الذين اتخذوا مع اللهندا و كفوا و ولدا و في هذه الآية دلالة علىفضل الدعاء إلى الله سبحانه و إلى توحيده وعدله و يعضد ذلك‏ الحديث عنه (ص) أنه قال العلماء أمناءالرسل على‏