مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 82
نمايش فراداده

«وَ نَجْواهُمْ» ما يتناجون به بينهم وهذا استفهام يراد به التوبيخ المعنى أنهيجب عليهم أن يعلموا ذلك «وَ أَنَّاللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ» جمع غيب وهو كل ما غاب عن الأجسام و معناه يعلم كل ماغاب عن العباد و عن إدراكهم من موجود أومعدوم من كل وجه يصح أن يعلم منه لأن إلاصيغة مبالغة و في قوله «فَأَعْقَبَهُمْنِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ» الآية دلالةعلى أن بعض المعاصي قد يدعو إلي بعض بأنهملما تهاونوا بأداء هذا الحق دعاهم ذلك إلىالثبات على النفاق إلى الممات و كذلك يدعوبعض الطاعات إلى بعض و على ذلك ترتيبالشرائع و فيه دلالة على أن الإخلاف والخيانة و الكذب من أخلاق أهل النفاق و قدصح‏ في الحديث عن النبي (ص) أنه قال للمنافقثلاث علامات إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان‏.

سورة التوبة (9): الآيات 79 الى 80

الَّذِينَ يَلْمِزُونَالْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَفِي الصَّدَقاتِ وَ الَّذِينَ لايَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْفَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُمِنْهُمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (79)اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْلَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْسَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَاللَّهُ لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْكَفَرُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَالْفاسِقِينَ (80)

اللغة‏

المطوع أصله المتطوع أدغمت التاء فيالطاء لأنها من مخرجها و الطاء أفضل منهابالاستعلاء و الإطباق و التطوع كل فعليستحق المدح بفعله و لا يستحق الذم بتركه ونظيره النافلة و الفضيلة و الجهد و الجهدبمعنى و هو الحمل على النفس بما يشق و قيلبينهما فرق و الجهد بالفتح في العمل وبالضم في القوت عن الشعبي و قيل الجهدبالفتح المشقة و بالضم الطاعة عن القتيبي.

الإعراب‏‏

يجوز أن يكون موضع «الَّذِينَيَلْمِزُونَ» جرا بأن يكون بدلا من الهاءو الميم في قوله «وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَاللَّهَ» و يحتمل أن يكون رفعا علىالابتداء و خبره «سَخِرَ اللَّهُمِنْهُمْ» و هذا أولى و قوله «فِيالصَّدَقاتِ» من صلة يلمزون و لا يكون منصلة المطوعين لأنه فضل بينهما قوله «مِنَالْمُؤْمِنِينَ» و «الَّذِينَ لايَجِدُونَ» عطف على «الَّذِينَيَلْمِزُونَ».

المعنى‏‏‏‏

ثم وصفهم الله بصفة أخرى فقال «الَّذِينَيَلْمِزُونَ» أي يعيبون‏