مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 89
نمايش فراداده

(أحدهما) أن يكون المراد المتعذرون كانلهم عذر أو لم يكن و إنما أدغم التاء فيالذال لقرب مخرجهما (و الثاني) أنه أرادالمقصرون من التعذير فالمعذر المقصر الذييريك أنه معذور و لا عذر له و المعتذر يقاللمن عذر و لمن لا عذر له قال لبيد:

" و من يبك حولا كاملا فقد اعتذر" أي أتى بعذر.

المعنى‏‏‏‏

لما تقدم حديث المخلفين صنف الله تعالىالأعراب منهم صنفين فقال سبحانه «وَ جاءَالْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ» أيالمقصرون الذين يعتذرون و ليس لهم عذر عنأكثر المفسرين و قيل هم المعتذرون الذينلهم عذر و هم نفر من بني غفار عن ابن عباسقال و يدل عليه قوله «وَ قَعَدَ الَّذِينَكَذَبُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ» فعطفالكاذبين عليهم فدل ذلك على أن الأولين فياعتذارهم صادقون و قيل معناه الذينيتصورون بصورة أهل العذر و ليسوا كذلك«لِيُؤْذَنَ لَهُمْ» في التخلف عنالجبائي «وَ قَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوااللَّهَ وَ رَسُولَهُ» أي و قعدت طائفة منالمنافقين من غير أن اعتذروا و هم الذينكذبوا فيما كانوا يظهرونه من الإيمان«سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْعَذابٌ أَلِيمٌ» قال أبو عمرو بن العلاءفي هذه الآية كلا الفريقين كان مسيئا جاءقوم فعذروا و جنح آخرون فقعدوا يريد أنقوما تكلفوا عذرا بالباطل و تخلف آخرون منغير تكلف عذر و إظهار علة جرأة على الله ورسوله.

سورة التوبة (9): الآيات 91 الى 93

لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَ لا عَلَىالْمَرْضى‏ وَ لا عَلَى الَّذِينَ لايَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذانَصَحُوا لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ ما عَلَىالْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَ اللَّهُغَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَ لا عَلَى الَّذِينَإِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَلا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِتَوَلَّوْا وَ أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَالدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مايُنْفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُعَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوامَعَ الْخَوالِفِ وَ طَبَعَ اللَّهُعَلى‏ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لايَعْلَمُونَ (93)