دائرة السوء فتقديره دائرة الضرر والمكروه من قولهم سؤته مساءة و مسائية والمعنيان متقاربان قال أبو الحسن«دائِرَةُ السَّوْءِ» كما تقول رجل السوءو أنشد:
و كنت كذئب السوء لما رأى دما *** بصاحبهيوما أحال على الدم و أما قوله «قُرْبَةٌ» فالأصل حركة الراءو الإسكان للتخفيف كما في الرسل و الكتب والأذن و الطنب و أما قربات فينبغي أن يثقللأنه إذا ثقل ما أصله التخفيف نحو الظلماتو الغرفات فإن تقر الحركة الثانية فيالكلمة الواحدة أجدر و مثل قولهم قربة وقربة يسرة و يسرة هدنة و هدنة حكاه محمد بنيزيد.
رجل عربي إذا كان من العرب و إن سكن البلادو رجل أعرابي إذا كان ساكنا في البادية والعرب صنفان عدنانية و قحطانية و الفضلللعدنانية برسول الله (ص) و أجدر مأخوذ منجدر الحائط بسكون الدال و هو أصله و أساسهو المغرم و هو نزول نائبة بالمال من غيرخيانة و أصله لزوم الأمر و منه قوله إِنَّعَذابَها كانَ غَراماً أي لازما و حب غرامأي لازم و الغريم يقال لكل واحد منالمتداينين للزوم أحدهما الآخر و غرمتهكذا أي ألزمته إياه في ماله و التربصالانتظار و منه التربص بالطعام لزيادةالأسعار و أصله التمسك بالشيء لعاقبة والدوائر جمع دائرة هي من حوادث الدهر و قيلالحال المنقلبة عن النعمة إلى البلية والدائرة الدولة و القربة هي طلب الثواب والكرامة من الله تعالى بحسن الطاعة.
«أَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا» أن في موضعنصب لأن الباء محذوفة و المعنى أجدر بتركالعلم تقول أنت جدير أن تفعل و جدير بأنتفعل أي هذا الفعل ميسر لك و إذا حذفتالباء لم يصلح إلا بأن و إن أثبت الباء صلحبأن و غيرها تقول أنت جدير بأن تقوم و جديربالقيام و إنما صلح مع أن الحذف لأن أن يدلعلى الاستقبال فكأنهما عوض من المحذوف و«صَلَواتِ الرَّسُولِ» عطف على قوله «مايُنْفِقُ» و موضعه نصب و تقديره و يتخذالنفقة و صلوات الرسول و يتخذ قربات و قيلصلوات معطوف على قربات على معنى يطلبونبالإنفاق قربة الله و صلوات الرسول عنالجبائي.
لما تقدم ذكر المنافقين بين سبحانه أنالأعراب منهم أشد في ذلك و أكثر جهلا فقال«الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً» يريد الأعراب الذين كانوا حولالمدينة و إنما كان