ذلك «قُلِ اللَّهُ» الذي يرزقكم «وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىًأَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» إنما قال ذلكعلى وجه الإنصاف في الحجاج دون الشك كمايقول القائل لغيره أحدنا كاذب و إن كان هوعالما بالكاذب و على هذا يقول أبو الأسودالدئلي يمدح أهل البيت (ع):
لم يقل هذا لكونه شاكا في محبتهم و قد أيقنأن محبتهم رشد و هدى و قيل إنه جمع بينالخبرين و فوض التمييز إلى العقول فكأنهقال أنا على هدى و أنتم على ضلال كقول امرئالقيس:
فجمع بين القلوب الرطبة و اليابسة و جمعبين العناب و الحشف البالي و قيل إنما قالهعلى وجه الاستعطاف و المداراة ليسمعالكلام و هذا من أحسن ما ينسب به المحقنفسه إلى الهدى و خصمه إلى الضلال لأنهكلام من لا يكاشف خصمه بالتضليل بل ينسبهإليه على أحسن وجه و يحثه على النظر و لايجب النظر إلا بعد التردد «قُلْ» يا محمدإذا لم ينقادوا للحجة «لا تُسْئَلُونَ»أيها الكفار «عَمَّا أَجْرَمْنا» أياقترفنا من المعاصي «وَ لا نُسْئَلُ» نحن«عَمَّا تَعْمَلُونَ» أي تعملونه أنتم بلكل إنسان يسأل عما يعمله و يجازى على فعلهدون فعل غيره و في هذا دلالة على أن أحدا لايجوز أن يؤخذ بذنب غيره.
قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّيَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَ هُوَالْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) قُلْأَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِشُرَكاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللَّهُالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) وَ ماأَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِبَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (28) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْكُنْتُمْ صادِقِينَ (29) قُلْ لَكُمْمِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَعَنْهُ ساعَةً وَ لا تَسْتَقْدِمُونَ (30)