الأعراب
«الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ» العائدمن الصلة إلى الموصول محذوف و التقديرألحقتموهم به و «شُرَكاءَ» حال من همالمحذوف و «كَافَّةً» حال من الكاف في«أَرْسَلْناكَ» أي ما أرسلناك إلا تكفهم وتردعهم و قيل في الكلام تقديم و تأخير أي وما أرسلناك إلا للناس كافة و كافةكالعافية و العاقبة و ما أشبه ذلك«بَشِيراً» حال بعد حال و «نَذِيراً»معطوف عليه.المعنى
ثم أمر سبحانه أن يحاكمهم إلى اللهلإعراضهم عن الحجة فقال «قُلْ» يا محمد«يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا» يوم القيامة«ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا» أي يحكم«بِالْحَقِّ وَ هُوَ الْفَتَّاحُ» أيالحاكم «الْعَلِيمُ» بالحكم لا يخفى عليهشيء منه «قُلْ» يا محمد «أَرُونِيَالَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ»إنما ذكر هذا سبحانه على وجه التعظيم والتعجيب أي أروني الذين زعمتم أنهم شركاءلله تعبدونهم معه و هذا كالتوبيخ لهم فيمااعتقدوه من الإشراك مع الله كما يقولالقائل لمن أفسد عملا أرني ما عملتهتوبيخا له بما أفسده فإنهم سيفتضحون بذلكإذا أشاروا إلى الأصنام ثم قال سبحانه«كَلَّا» أي ليس كما تزعمون و قيل معناهارتدعوا عن هذا المقال و تنبهوا من الغي والضلال «بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ»أي القادر الذي لا يغالب «الْحَكِيمُ» فيجميع أفعاله فكيف يكون له شريك ثم بينسبحانه نبوة نبيه (ص) فقال «وَ ماأَرْسَلْناكَ» يا محمد بالرسالة التيحملناكها «إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ» أيعامة للناس كلهم العرب و العجم و سائرالأمم عن الجبائي و غيره و يؤيده
الحديث المروي عن ابن عباس عن النبي (ص)أعطيت خمسا و لا أقول فخرا بعثت إلى الأحمرو الأسود و جعلت لي الأرض طهورا و مسجدا وأحل لي المغنم و لا يحل لأحد قبلي و نصرتبالرعب فهو يسير أمامي مسيرة شهر و أعطيتالشفاعة فادخرتها لأمتي يوم القيامة
و قيل معناه جامعا للناس بالإنذار والدعوة و قيل كافأ للناس أي مانعا لهم عماهم عليه من الكفر و المعاصي بالأمر و النهيو الوعيد و الإنذار و الهاء للمبالغة عنأبي مسلم «بَشِيراً» لهم بالجنة «وَنَذِيراً» بالنار «وَ لكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لا يَعْلَمُونَ» رسالتكلإعراضهم عن النظر في معجزتك و قيل لايعلمون ما لهم في الآخرة في اتباعك منالثواب و النعيم و ما عليهم في مخالفتك منالعذاب الأليم ثم حكى سبحانه عن الكفارفقال «وَ يَقُولُونَ مَتى هذَاالْوَعْدُ» الذي تعدوننا به «إِنْكُنْتُمْ صادِقِينَ» فيما تقولونه يامعشر