استفهام يراد به التقرير و معناه أنهلكذلك و يقال أثوى و ثوى بمعنى قال:
«وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَبِهِ» اختلف في المعنى به فقيل الذي جاءبالصدق محمد (ص) جاء بالقرآن و صدق بهالمؤمنون فهو حجتهم في الدنيا و الآخرة عنابن زيد و قتادة و مقاتل و احتجوا بقوله«أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ» و قيلالذي جاء بالصدق و هو القرآن جبرائيل (ع) وصدق به محمد (ص) تلقاه بالقبول عن السدي وقيل الذي جاء بالصدق و هو قول لا إله إلاالله هو محمد (ص) و صدق به هو أيضا و بلغهإلى الخلق عن ابن عباس قال و لو كان المصدقبه غيره لقال و الذي صدق به و هذا أقوىالأقوال و قيل الذي جاء بالصدق رسول الله(ص) و صدق به أبو بكر عن أبي العالية والكلبي و قيل الذي جاء بالصدق الأنبياء وصدق به أتباعهم عن عطاء و الربيع و على هذافيكون الذي للجنس كما في قول الشاعر:
أ لا ترى أنه عاد إليه ضمير الجمع و قيل الذي جاء بالصدق محمد (ص) و صدق به عليبن أبي طالب (ع) عن مجاهد و رواه الضحاك عنابن عباس و و المروي عن أئمة الهدى (ع) من آلمحمد (ص) ثم من سبحانه بما أعد لهم من النعيم فقال«لَهُمْ ما يَشاؤُنَ» من الثواب و النعيمفي الجنة «عِنْدَ رَبِّهِمْ» ينالون منجهته «ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ» علىإحسانهم الذي فعلوه في الدنيا و أعمالهمالصالحة «لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْأَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا» أي أسقط اللهعنهم عقاب الشرك و المعاصي التي فعلوا قبلذلك بإيمانهم و إحسانهم و رجوعهم إلى اللهتعالى «وَ يَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ» أيثوابهم «بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوايَعْمَلُونَ» أي بالفرائض و النوافل فهيأحسن أعمالهم لأن المباح و إن كان حسنا فلايستحق به ثواب و لا مدح.
أَ لَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْدُونِهِ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمالَهُ مِنْ هادٍ (36) وَ مَنْ يَهْدِ اللَّهُفَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَ لَيْسَ اللَّهُبِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ (37) وَ لَئِنْسَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِاللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّهَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْأَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّمُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَاللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُالْمُتَوَكِّلُونَ (38) قُلْ يا قَوْمِاعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّيعامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْيَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَ يَحِلُّعَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (40)