الشيخوخة و الكبر «يَخْلُقُ ما يَشاءُ»من ضعف و قوة «وَ هُوَ الْعَلِيمُ» بما فيهمصالح خلقه «الْقَدِيرُ» على فعله بحسب مايعلمه من المصلحة ثم بين سبحانه حال البعثفقال «وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُيُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ» أي يحلفالمشركون «ما لَبِثُوا» في القبور«غَيْرَ ساعَةٍ» واحدة عن الكلبي و مقاتلو قيل يحلفون ما مكثوا في الدنيا غير ساعةلاستقلالهم مدة الدنيا و قيل يحلفون مالبثوا بعد انقطاع عذاب القبر غير ساعة عنالجبائي و متى قيل كيف يحلفون كاذبين مع أنمعارفهم في الآخرة ضرورية قيل فيه أقوال(أحدها) أنهم حلفوا على الظن و لم يعلموالبثهم في القبور فكأنهم قالوا ما لبثناغير ساعة في ظنوننا عن أبي علي و أبي هاشم(و ثانيها) أنهم استقلوا الدنيا لما عاينوامن أمر الآخرة فكأنهم قالوا ما الدنيا فيالآخرة إلا ساعة فاستقلوا حيث اشتغلوا فيالمدة اليسيرة بما أوردهم تلك الأهوالالكثيرة (و ثالثها) أن ذلك يجوز أن يقع منهمقبل إكمال عقولهم عن أبي بكر بن الإخشيد«كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ» في دارالدنيا أي يكذبون و قيل يصرفون صرفهمجهلهم عن الحق في الدارين و من استدل فيهذه الآية على نفي عذاب القبر فقد أبعد لمابينا أنه يجوز أن يريدوا أنهم لم يلبثوابعد عذاب الله إلا ساعة.
وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِاللَّهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذايَوْمُ الْبَعْثِ وَ لكِنَّكُمْ كُنْتُمْلا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لايَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوامَعْذِرَتُهُمْ وَ لا هُمْيُسْتَعْتَبُونَ (57) وَ لَقَدْ ضَرَبْنالِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْكُلِّ مَثَلٍ وَ لَئِنْ جِئْتَهُمْبِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَكَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّمُبْطِلُونَ (58) كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُعَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ(59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّوَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لايُوقِنُونَ (60)
قرأ أهل الكوفة «لا يَنْفَعُ» بالياء والباقون بالتاء و كذلك في حم المؤمن و وافقنافع أهل الكوفة في حم المؤمن.