مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 86
نمايش فراداده

الإعراب‏‏

«تَنْزِيلُ الْكِتابِ» خبر مبتدإ محذوف وتقديره هذا تنزيل و يجوز أن يكون«تَنْزِيلُ الْكِتابِ» مبتدأ و «لارَيْبَ فِيهِ» خبره و على القول الأوليكون «لا رَيْبَ فِيهِ» في موضع نصب علىالحال أو في موضع رفع على أنه خبر بعد خبر وقوله «مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ» يحتملالوجهين أيضا «أَمْ يَقُولُونَافْتَراهُ» أم هاهنا استفهام مستأنف والتقدير بل أ يقولون و قوله «مِنْرَبِّكَ» يجوز أن يتعلق بالحق على تقديرهو الذي حق من ربك و يجوز أن يكون في موضعنصب على الحال أي كائنا من ربك و العاملفيه الحق و ذو الحال الضمير المستكن فيه.

«لِتُنْذِرَ» اللام يتعلق بما يتعلق بهمن قوله «ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْوَلِيٍّ» من الثانية زائدة و التقدير ماولي ثبت لكم و من دونه في موضع نصب علىالحال مما يتعلق به اللام في لكم.

المعنى‏

«الم» مفسر في أول البقرة «تَنْزِيلُالْكِتابِ» أي هذه الآيات تنزيل الكتابالذي وعدتم به «لا رَيْبَ فِيهِ» أي لا شكفيه أنه وحي «مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ» والمعنى أنه لا ريب فيه للمهتدين و إن كانقد ارتاب فيه خلق من المبطلين لا يعتد بهملأنه ليس بموضع الشك و قيل معناه أنه زالالشك في أنه كلام رب العزة لعجزهم عنالإتيان بمثله و قيل أن لفظه الخبر و معناهالنهي أي لا ترتابوا فيه و الريب أقبح الشك«أَمْ يَقُولُونَ» أي بل يقولون«افْتَراهُ» و ليس الأمر على ما يقولون«بَلْ هُوَ الْحَقُّ» نزل عليك «مِنْرَبِّكَ» و الحق هو كل شي‏ء من اعتقده كانمعتقده على ما هو به مما يدعو العقل إلىاستحقاق المدح عليه و تعظيمه فالكتاب حقلأن من اعتقد أنه من عند الله كان معتقدهعلى ما هو به و الباطل نقيض الحق«لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْنَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ» يعني قريشا إذ لميأتهم نبي قبل نبينا (ص) و إن أتى غيرهم منقبائل العرب مثل خالد بن سنان العبسي و قيليعني أهل الفترة بين عيسى و محمد (ص) فكانوا