شخصا منظورا إليه فقد جمعنا الاسم واختلفالمعنى وهو قائم ليس على معنى انتصاب وقيام على ساق في كبد كماقامت الأشياء ولكن أخبر انه قائم يخبر انه حافظ كقول الرجل: القائم بأمرنا فلانوهو عز وجل القائم على كل نفس بما كسبت والقائم أيضا في كلام الناسالباقي والقائم أيضا يخبر عن الكفاية كقولك للرجل: قم بأمر فلان أياكفه والقائم منا قائم على ساق فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى وأمااللطيف فليس على قلة وقضافة (1) وصغر ولكن ذلك على النفاذ في الأشياءوالامتناع من أن يدرك كقولك: لطف عن هذا الامر ولطف فلان في مذهبه وقوله يخبركانه غمض فبهر العقل وفات الطلب وعاد متعمقا متطلقا لا يدركه الوهمفهكذا لطف الله تبارك وتعالى عن أن يدرك بحد أو يحد بوصف واللطافة منا الصغروالقلة فقد جمعنا الاسم اختلف المعنى وأما الخبير فالذي لا يعزبعنه شئ ولا يفوته ليس للتجربة والاعتبار بالأشياء فتفيده التجربةوالاعتبار علما لولاهما ما علم لأن من كان كذلك كان جاهلا والله تعالى لم يزل خبيرابما يخلق والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم وقد جمعنا الاسم واختلفالمعنى واما الظاهر فليس من أجل انه علا للأشياء بركوب فوقها وقعود عليهاوتسنم لذراها ولكن ذلك لقهره ولغلبة الأشياء وقدرته عليها كقول الرجل:ظهرت على أعدائي وأظهرني الله على خصمي يخبر على الفلج والغلبة فهكذاظهور الله على الأشياء ووجه آخر وهو: انه وهو الظاهر لمن أراده لا يخفىعليه شئ وانه مدبر لكل ما يرى فأي ظاهر أظهر وأوضح أمرا من اللهتعالى؟ فإنك لا تعدم صنعته حيثما توجهت وفيك من آثاره ما يغنيك والظاهر مناالبارز بنفسه والمعلوم بحده فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى وأماالباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء بان يغور فيها ولكن ذلك منه علىاستبطانه للأشياء علما وحفظا وتدبيرا كقول القائل: أبطنته يعنى خبرتهوعلمت مكتوم سره والباطن منا بمعنى الغائر في الشئ المستتر فقد جمعنا الاسمواختلف المعنى وأما القاهر فإنه ليس على معنى علاج ونصب واحتيال ومداراة ومكركما يقهر العباد بعضهم بعضا فالمقهور منهم يعود قاهرا والقاهر يعودمقهورا ولكن ذلك من تبارك
1 - القضف بالتحريك: الدقة. الهزال.