أسرار الآیات و أنوار البینات

محمد بن ابراهیم بن یحیی الشیرازی

نسخه متنی -صفحه : 186/ 13
نمايش فراداده

«إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَافَاعْبُدُونِ». و قوله تعالى: «كَذلِكَيُوحِي إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْقَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُالْحَكِيمُ» و قوله تعالى: «شَرَعَ لَكُمْمِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ماوَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏ وَعِيسى‏ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لاتَتَفَرَّقُوا فِيهِ» و قوله: «إِنَّاأَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْناإِلى‏ نُوحٍ وَ النَّبِيِّينَ مِنْبَعْدِهِ وَ أَوْحَيْنا إِلى‏إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَوَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ عِيسى‏وَ أَيُّوبَ وَ يُونُسَ وَ هارُونَ وَسُلَيْمانَ...» و قوله: «ما يُقالُ لَكَإِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْقَبْلِكَ قُلْ: هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذاذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَ ذِكْرُ مَنْقَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لايَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْمُعْرِضُونَ» و قوله: «أُولئِكَالَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُاقْتَدِهْ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِيبِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ لَوْأَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوايَعْمَلُونَ» و قوله: «إِنَّ هذا لَفِيالصُّحُفِ الْأُولى‏ صُحُفِ إِبْراهِيمَوَ مُوسى‏».

و اعلم أن هذا المنهاج العلمي و الإيمانالحقيقي في غاية الندرة و الشذوذ و لا يوجدمنهم في كل عصر إلا عدد قليل كواحد أواثنين كما قيل:

«جل جناب الحق من أن يكون شريعة لكل واردأو يطلع عليه إلا واحد بعد واحد...» و ذلكلأن علم التوحيد و الإيمان الحقيقي نوريقذفه اللّه في قلب من يشاء من عباده ليستحصيله بمجرد إقرار بالشهادة و لا ببحث وتكرار أو تلفيق أدلة كلامية كما هو شأنأكثر المنتسبين إلى العلم المشهورينبالإفادة و التدريس و أكثر أهل الإسلامظاهرا هم أهل الكفر و الإشراك باطنا كماقال تعالى: «وَ ما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ» و قوله: «وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِإِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ» و قوله: «ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوابِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ...» و المراد: ياأيها الذين آمنوا ظاهرا و لفظا آمنواضميرا و علما و قوله: «قالَتِ الْأَعْرابُآمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْقُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمَّا يَدْخُلِالْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ» و قوله:«يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّيُنْكِرُونَها وَ أَكْثَرُهُمُالْكافِرُونَ».

و مما يدل على أن المؤمنين بالحقيقة همالراسخون في العلم الكاملون