أعلام الهدایة

السید منذر الحکیم‏

نسخه متنی -صفحه : 247/ 124
نمايش فراداده

«127»

خراسان فقال: معاذ الله أن نستخفّ بك أوشيء من أمرك! فقال (عليه السلام): «إنّك أحدمن استخفّ بي».

فقال الرجل: معاذ الله أن أستخفّ بك!! فقالله (عليه السلام): «ويحك ألم تسمع فلاناًونحن بقرب الجحفة وهو يقول لك: إحملني قدرميل فقد والله أعييت. فوالله ما رفعتَ لهرأساً، لقد إستخففت به ومن استخفّ بمؤمنفينا استخفّ وضيّع حرمة الله عزّوجلّ»(1).

أما البعد الثاني: فكما قلنا كان يتمثّلفي مجموعة الوصايا والرسائل والمناظراتوالتوجيهات التي عالج الإمام (عليهالسلام) من خلالها الإخفاق الروحي الذيكانت الاُمّة قد تعرّضت لايصالها الىالمستوى الايماني الذي كانت تريدهالرسالة.

فقد خاطب (عليه السلام) شيعته وأصحابهقائلاً: «فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه،وصدق الحديث، وأدّى الأمانة وحسن خلقه معالناس، قيل: هذا جعفري، فيسرّني ذلك،ويدخل عليّ منه السرور وقيل: هذا أدب جعفر،وإذا كان على غير ذلك دخل عليَّ بلاؤه،وعاره وقيل: هذا أدب جعفر...»(2).

وأراد الإمام (عليه السلام) أن يعزّز فينفوسهم صحة مذهبهم باعتباره يمثّل الخطالإلهي، فانتقد من جانب الاتّجاهاتالمنحرفة عن خطّ الرسالة وفتح شيعتهآفاقاً توجيهيّة قائلاً: «أما والله ماأحد من الناس أحبّ اليّ منكم وإن الناس قدسلكوا سُبلاً شتّى فمنهم من أخذ برأيه،ومنهم من اتّبع هواه، ومنهم من اتبعالرواية، وانكم أخذتم بأمر له أصل فعليكمبالورع والاجتهاد واشهدوا الجنائز،وعودوا المرضىواحضروا مع قومكم فيمساجدهم للصلاة، أما يستحي الرجل أن يعرفجاره حقه،

(1) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 2 / 296.

(2) اُصول الكافي: 2/636 وعنه في وسائل الشيعة:12/5 ح 2، نهج السعادة: 8/32.