أعلام الهدایة

السید منذر الحکیم‏

نسخه متنی -صفحه : 247/ 193
نمايش فراداده

«197»

للجماعة الصالحة لأن سعة دائرة الانصارتسمح بدخول الأدعياء والمنتفعين الذينيحسبون للظرف السياسي ومستقبله.

وقد صنّف الإمام (عليه السلام) جمهورهقائلا: «افترق الناس فينا على ثلاث فرق،فرقة أحبّونا انتظار قائمنا ليصيبوادنيانا»، وهذا هو الانتماء السياسي ـ وليسهو الانتماء القلبي ـ للتشيّع والذي يطمعأصحابه للمواقع السياسية فيه مستقبلا،أما نشاط هؤلاء فيقول عنه الإمام: «فقالواوحفظوا كلامنا وقصّروا عن فعلنا فسيحشرهمالله إلى النار».

ويشير الإمام (عليه السلام) إلى الفرقةالثانية التي تؤيّد حركة الإمام وتحبّهلكنّها تستهدف المنافع الدنيوية من هذاالتأييد.

قال (عليه السلام): «أحبّونا واسمعواكلامنا ولم يقصّروا عن فعلنا» هذه هيحركتهم ونشاطهم، أما هدفهم فيقول الإمام(عليه السلام): ليستأكلوا الناس بنا فيملأالله بطونهم ناراً ويسلّط عليهم الجوعوالعطش.

وأخيراً يشير الإمام إلى الفرقة المخلصةقائلا: «وفرفة أحبّونا وحفظوا قولنا،وأطاعوا أمرنا،لم يخالفوا فعلنا فأولئكمنا ونحن منهم»(1).

فالمستقبل ينذر بمعركة شرسة تريد استئصالحركة الإمام (عليه السلام) من الجذور، قدبدأها داود بن علي ومن علائمها التضييقعلى الإمام في الحيرة، فلابدّ للإمام أنينشّط باتجاه تثقيف الشيعة بمبادئ تكونكفيلة بالحفاظ عليهم وتمكنهم من مواصلةالعمل البناء والتعايش مع الاُمة بسلام ـكمبدأ التقيّة وكتمان السرّ ـ وتفوّت علىالظالمين نواياهم كما أنّ الالتزام بهايحافظ على صحّة المعتقدات والأحكامالشرعية. لذا نجده وهو في معرضتربيتهللخواصّ يقول: «رحم الله عبداً سمع بمكنونعلمنا فدفنه تحت قدميه

(1) تحف العقول: 514، وبحار الأنوار: 78 / 380.