مرّة، قال الشيخ المفيد طاب ثراه فيالإرشاد: فإنّ أصحاب الحديث قد جمعواأسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهمفي الآراء والمقامات، فكانوا أربعة آلافرجل(1). وذكر ابن شهراشوب أن الجامع لهم ابنعقدة وزاد غيره أن ابن عقدة ذكر لكلّ واحدمنهم رواية، وأشار الى عددهم الطبرسي فيأعلام الورى، والمحقق الحلّي في المعتبر،وذكر اسماءهم الشيخ الطوسي طاب رمسه فيكتاب الرجال.
ولا يزيده كثرة الرواة عنه رفعة وجلالةقدر، وإنّما يزداد الرواة فضلاً وعلوّ شأنبالرواية عنه، نعم إنّما يكشف هذا عن علوّشأنه في العلم وانعقاد الخناصر على فضلهمن طلاّب العلم والفضيلة على اختلافهم فيالمقالات والنِحل.
أخذ عنه عدّة من أعلام السنّة وأئمتهم،وما كان أخذهم عنه كما يأخذ التلميذ عنالاُستاذ، بل لم يأخذوا عنه إلاّ وهممتّفقون على إمامته وجلالته وسيادته، كمايقول الشيخ سليمان في الينابيع، والنوويفي تهذيب الأسماء واللغات، بل عدّوا أخذهمعنه منقبة شرّفوا بها، وفضيلة اكتسبوهاكما يقول الشافعي في مطالب السؤل، ونحناولاء نورد لك شطراً من اُولئك الأعلام.
أبو حنيفة: منهم أبو حنيفة النعمان بنثابت بن زوطي من الموالي وأصله من كابل ولدبالكوفة، وبها نشأ ودرس، وكانت له فيهاحوزة وانتقل الى بغداد وبها مات عام 150،وقبره بها معروف، وهو أحد المذاهب الأربعةعند أهل السنّة، وحاله أشهر من أن يذكر.
(1) الارشاد للمفيد: 271.