كان قد جاء من الكوفة وادّعى أنّه يمثّلالإمام وهو رسوله إليهم.
لنستمع الى كلام راوي الحدث ـ الحارث بنحصيرة الازدي ـ حيث قال: قدم رجل من أهلالكوفة الى خراسان فدعا الناس إلى ولايةجعفر بن محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)قال: ففرقة أطاعته وأجابت، وفرقة جحدتوأنكرت، وفرقة ورعت ووقفت. قال: فخرج منكلّ فرقة رجل فدخلوا على أبي عبدالله (عليهالسلام) ـ وقد كان في بعض القوم جارية فخلابها الرجل الذي كان يعرف بالورع ووقععليها ـ فلما دخلنا على أبي عبدالله (عليهالسلام) وكان الرجل الذي خلا بالجارية هوالمتكلم فقال لأبي عبدالله (عليه السلام):أصلحك الله قدم علينا رجل من أهل الكوفةفدعا الناس إلى طاعتك وولايتك فأجاب قوم،وأنكر قوم، وورع قوم ووقفوا. قال: فمن أيّالثلاث أنت؟ قال: أنا من الفرقة التي ورعتووقفت قال: فأين كان ورعك ليلة كذا وكذا؟قال: فارتاب الرجل(1).
العرض الثالث: أوضح الإمام الصادق (عليهالسلام) سياسته في هذه المرحلة أمام حشد منمعارضي الاُمويين واشار بشكل غير مباشرإلى الخلل العقائدي والفكري والأهدافالتي كان يسعى لها بعض عناصر المعارضة.نلاحظ ذلك فيما روي أن عمرو بن عبيد وواصلبن عطاء وغيرهم من كبار المعتزلة التقوابالإمام الصادق (عليه السلام) وطرحوا عليهفكرة القيام بالثورة والاستيلاء علىالحكم وطلبوا منه التأييد لهم والانضماممعهم.
هنا لم يجب الإمام على نفس السؤال ولميلبّ طلبهم وإنّما عالج مسألة اُخرى هيأهمّ من الاستجابة لطلبهم مستخدماً نفسالطريقة السابقة; فإنّ
(1) بصائر الدرجات: 264 / ح 5، وبحار الأنوار: 47/ 72.