العمل المسلّح لا ينفع إذا كانت نوازعالثائرين لا تختلف عن مباني نوازعالاُمويين في الحكم ولهذا شخّص الإمام(عليه السلام) لهؤلاء الداء الذي سبّب تلكالعواقب المظلمة والانحرافات التي ألمّتبالمجتمع الاسلامي.
والحدث كما يرويه لنا عبد الكريم بن عتبةالهاشمي هو كما يلي:
قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام)بمكة إذ دخل عليه اُناس من المعتزلة فيهمعمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وحفص بن سالمواُناس من رؤسائهم، وذلك حين قتل الوليدبن يزيد واختلف أهل الشام بينهم، فتكلّموافأكثروا، وخطبوا فأطالوا، فقال لهم أبوعبدالله جعفر بن محمد (عليه السلام): إنّكمقد أكثرتم عليَّ فأطلتم، فأسندوا أمركمإلى رجل منكم، فليتكلّم بحجتكم وليوجز.فأسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد، فأبلغوأطال فكان فيما قال: قتل أهل الشامخليفتهم، وضرب الله بعضهم ببعض وتشتّتأمرهم، فنظرنا فوجدنا رجلاً له دين وعقلومروة، ومعدن للخلافة، وهو محمد بنعبدالله بن الحسن، فأردنا أن نجتمع معهفنبايعه، ثم نظهر أمرنا معه، وندعوا الناساليه، فمن بايعه كنّا معه، وكان منّا، ومناعتزلنا كففنا عنه، ومن نصب لنا جاهدناهونصبنا له على بغيه، ونرده إلى الحقوأهله، وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فإنّهلا غنى بنا عن مثلك، لفضلك وكثرة شيعتك.
فلمّا فرغ، قال أبو عبدالله (عليه السلام):أكلّكم على مثل ما قال عمرو؟ قالوا: نعم.
فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) واحتج عليهمبحجج ثم 2أقبل على عمرو، وقال: إتّق الله ياعمرو، وأنتم أيها الرهط، فاتّقوا اللهفإنّ أبي حدّثني وكان خير أهل الأرضوأعلمهم بكتاب الله وسنّة رسوله: أنّ رسولالله (6) قال: «من ضرب الناس بسفه ودعاهم إلىنفسه، وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال