الاحكام والقوانين الشامل لتلك الابعادكافة، متجاوزا بذلك حدود الشعور الفردي.في حين يراه الغرب شأنا شخصيا، وليس أمراًاجتماعياً أو نظاما للحياة ومذهبا فكرياًوعقائدياً.
هذه هي «ظاهرة خصخصة الدين» التي نوه لهاعلماء الاجتماع امثال تالكوت بارسُنس. لقدتنكرت أغلب النظريات المتداولة بشأنالدين لوجود مضمون معرفي للدين، أو تغافلتعن وجوده، وعليه لم يعد الدين عندهم يمثلبنية عقائدية معرفية، بل هو قضية تابعةلذوق الفرد ومشاعره الشخصية(1)، تماماًكرغبة أحدنا في بعض الاطعمة أو إعراضهعنها، الذي هو امر لا يترتب عليه مدح أوذم، فلكل منا الحق في ان نرغب في طعام اونعرض عنه حسب ما يقتضيه ذوقنا وطبعنا،وهكذا الامر بالنسبة للرغبة في الدينوالتدين أو الاعراض عنه ونبذه، ولكلالخيار في أن يلتزم أو لا يلتزم بالدين،ولا ينبغي الاعتراض على أحد بهذا الشأنسلباً ولا يجاباً، بل لا يصح ذلك منالاساس، وذلك لافتقار الدين للبعدالمعرفي والإدراكي (Cognitive)، فهو مجرد شعورقد يتمتع به بعض ويفتقده آخرون، ولا يصح اننلوم أحداً على طبعه وفطرته وحالتهالنفسية ومشاعره الخاصة. ولقد وقع الدينفي الغرب الى حد بعيد في مثل هذا المطبووصل الى طريق مسدود، ويا لهم من جناةخاطئين أولئك المثقفين الذين يريدونلديارنا ان تصل بالدين الى ما وصله الغرب،ويعمموا ما شاع في الغرب علينا، يترقبونان يحدث مثل ذلك، ليحكموا الاسلام بماحكموا به الدين الغرب، غافلين عن البونالشاسع لبنيتنا الاجتماعية والثقافيةومناهجنا التربوية وسائر مؤسساتناالاجتماعية مع نظائرها في البلدانالغربية. ان مقارنة دين شامل فاعل متكاملكالاسلام بالمسيحية المحرّفة والفرديةالمعزولة لهو
(1). بهذا الصدد يمكن مراجعة الكتبالمنهجية الكثيرة المعدة باللغاتالاوربية لطلبة علم الاديان. كما ان الكتبالمختصة بفلسفة الدين تتناول عادةالتعاريف المقترحة للدين. كما يمكن القارئالمتابع ان يراجع مصدرين مفيدين في هذاالمجال للغاية، هما:
The World's Religions (ed.), Stewart Sutherland, Leslie Houlden, peterclarke, Friedhelm Hardy, London 1988.
The Philosophy Of Religion, Ninian Smart, London, 1970.