برهان من کتاب الشفاء

ابو علی ابن سینا

نسخه متنی -صفحه : 284/ 186
نمايش فراداده

فيقال له. قد جعل هاهنا لغير المتناهي منالموضوعات حصول بالفعل و الفعل يشتمل علىالجميع من غير أن يبقى شي‏ء خارجا منه هوبعد بالقوة. و كل واحد و الكل و الجميعموجود في حد واحد. لأن كل سابق مأخوذ في حدما يؤخذ فيه المسبوق. أعني بالسابق القريبمن الطرف و يكون شي‏ء خارج عنه هو مأخوذ فيحده. فيجب أن يكون لما حصل في الوجود منالموضوعات محمول خارج عنها لكن ليس شي‏ءخارج عنها بل كل محمول يوجد فيؤخذ على أنهواحد من جملتها. هذا محال.

ثم كيف يمكن أن تكون أمور بلا نهاية هي معافي جنس واحد بل في شي‏ء واحد بالعدد لهاترتيب فإن الفرد و ما يتبعه من اللواحقالغير المتناهية إنما توجد كلها لا محالةفي شي‏ء من أنواع العدد. و كلما صعد فيالمحمولات انتقص عددها. و العدد المتضمنللترتيب فإنه في النقصان متناه إلىالوحدة.

فقد بان إذن أنه لا الموضوعات المأخوذة فيحدود المحمولات و لا المحمولات المأخوذةفي حدود الموضوعات ذاهبة إلى غير النهاية.فقد بان من جميع هذا أن للبراهين مبادئ غيرذوات أوساط و بان أنها لا برهان عليها وأنها مقدمات غير منقسمة و حين بان أن الحملمن فوق و من أسفل واقف و أن هناك حملا أولاعلى الشي‏ء.

و إنه و إن كان كثير من الحمل على الموضوعيكون لسبب عام مثل أن حمل مساواة ثلاثزوايا المثلث لقائمتين على متساويالساقين و على مختلف الأضلاع ليس و لا علىواحد منهما أولا من جهة ما هو هو بل من جهةما هو مثلث و المثلث عام لهما فليس يجب أنيكون دائما كل حمل لكل شي‏ء إنما هو أولالشي‏ء عام حتى يكون للمثلث شي‏ء آخر عام وكذلك لذلك الشي‏ء شي‏ء آخر عام. بل يكونآخر الأمر لشي‏ء بذاته و أولا و يكون لهبلا واسطة