برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فقد استبان من هذه الجهة أيضا تناهيالأوساط. و هذه الجهة هي جهة اعتبار التصورو الحد. فقد بان و اتضح أن هاهنا مقدماتأولى و أن محمولات و موضوعات بلا واسطة وأنها جارية على الولاء. و الأشياء التيتعلم بالبرهان لا يمكن أن تعلم بوجه آخرأشرف منه. و كل علم برهاني فإنما يكون بعلمأقدم منه. فإن ذهب ذلك إلى غير النهايةارتفع العلم البرهاني أصلا. و أما إن وقفعند مقدمات لا أوساط لها فأحسن ما تأولعليه ذلك أن يكون الوقوف عند أصول موضوعة.و الوقوف عند أصول موضوعة إن كانت تلكالأصول لا تتبرهن في علم آخر وقوف غيربرهاني. فيجب إذن إن كان وقوف على أصول موضوعة أنيكون لها وقتا ما بيان برهاني. و في آخر الأمر يجب أن ينتهي البحث إلىمقدمات لا أوساط لها و إلا لم يمكن برهان ولا علم برهاني. فلم يكن احتجاج الخصوم في إمكان وجودأوساط لا نهاية لها برهانيا يلتفت إليه. و لما كان البرهان إنما يؤخذ من جهةالأشياء الموجودة للموضوع بذاتها إماداخلة في حد الموضوع أو الموضوع داخل فيحدها: مثال الأول الكم و الكثرة للعدد و قدبان أن هذا القسم متناه و مثال الثانيالفرد للعدد و هذا أيضا لا يجوز أن يذهبإلى غير النهاية حتى يكون للفرد شيء مثلما للعدد و لذلك الشيء شيء آخر: و ذلكلأن قوام جميع ذلك مع الفرد يكون في العددو يكون العدد مع الفرد مأخوذا في حدودها.فإن ذهبت تلك إلى غير النهاية ذهب أيضامعها ما يؤخذ في حدودها إلى غير النهايةلأن لكل محمول منها موضوعا من هذه التيتؤخذ في حدودها و كل سابق داخل مع المسبوقفي حد المحمول. فتكون إذن موضوعات بغيرنهاية متتالية كلها تؤخذ في الحدود. و قدبان استحالة هذا. فإنه لما كانت الموضوعاتالمأخوذة في حدود محمولاتها لا تذهب إلىغير نهاية فكذلك المحمولات التي تساويهافي العدد. على أن لقائل أن يقول. إنما بان استحالةذلك في أشياء غير متناهية تؤخذ في حد شيءواحد و هاهنا لا يكون المأخوذ في حد شيءواحد منها إلا لجملة متناهية من تلك الغيرالمتناهية هي ما بين الطرفين و ذلك الواحدو ما بين الطرفين و بين كل واحد متناه.