برهان من کتاب الشفاء

ابو علی ابن سینا

نسخه متنی -صفحه : 284/ 4
نمايش فراداده

فهذا الكتاب هو الذي يفيدنا المواد التيإن جعلت حدود قياس كان القياس موقعالليقين و هو القياس البرهاني و يفيدناالمواد التي إذا جعلت أجزاء حد كان الحدموقعا للتصور التام.

و يصلح أن يجعل التصور بنوع ما مبدأللتصديق لأن كل مصدق به متصور و ليس كلمتصور مصدقا به: فإن معاني الألفاظالمفردة و الألفاظ المركبة التي ليستركيبها تركيب قول جازم كلها متصورة وليست بمصدقة. بل الأقوال الجازمة قد تتصورو يصدق بها و لكن يكون ذلك من وجهين. أماالتصور فمن جهة أن معناها قائم في النفسكقولك الإنسان حيوان و أما التصديق فلأنمعناها مضاف إلى حال الشي‏ء في نفسه بأنهكما تصور:

أي أنه كما حصلت منه صورة معقولة من نسبةأوقعت بين حديها. كذلك الحال لحديها فيالوجود في نفس الأمر.

فإذا كان هذا هكذا فيشبه أن يكون التصديقبوجه ما كالتمام للتصور و تكون سائر أصنافالتصورات التي لا تنفع في التصديق مطرحةفي العلوم. و إنما يطلب منها في العلوم مايعين في التصديق. فإذا كان هذا هكذا فيجوزأن يكون إنما نسب هذا الكتاب إلى القياسدون الحد بأن سمي كتاب البرهان لهذاالمعنى. و أما في الحقيقة فهو كتاب البرهانو الحد معا.

و إذا ذكرنا غرض الكتاب و هو إفادة الطرقالموقعة للتصديق اليقيني و التصورالحقيقي فمنفعة الكتاب ظاهرة و هو التوصلإلى العلوم اليقينية و التصورات الحقيقيةالنافعة لنا بل الضرورية لنا إذا شرعنا فياستعمال هذه الآلة التي هي المنطق و أخذنانزن بميزانها العلوم النظرية و العمليةمعا.