برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
المغالطي. و منها ما يقنع فيوقع ظنا غالباو هو القياس الخطابي. و أما الشعري فلايوقع تصديقا و لكن يوقع تخيلا محركا للنفسإلى انقباض و انبساط بالمحاكاة لأمورجميلة أو قبيحة. و أيضا كما أن التصور المكتسب على مراتب:فمنه تصور للشيء بالمعاني العرضية التييخصه مجموعها أو على وجه يعمه و غيره. و منهتصور للشيء بالمعاني الذاتية على وجهيخصه وحده أو على وجه يعمه و غيره. و التصورالذي يخصه من الذاتيات وحده إما أن يشتملعلى كمال حقيقة وجوده حتى يكون صورةمعقولة موازية لصورته الموجودة إذا لم يشذمنها شيء من معانيه الذاتية. و إما أنيتناول شطرا من حقيقته دون كمالها. كذلكالقول المفصل المستعمل في تمييز الشيء وتعريفه ربما كان تمييزه للمعرف تمييزا عنبعض دون بعض: فإن كان بالعرضيات فهو رسمناقص و إن كان بالذاتيات فهو حد ناقص. وربما كان إنما تمييزه عن الكل فإن كانبالعرضيات فهو رسم تام و خصوصا إن كانالجنس قريبا فيه. و إن كان بالذاتيات فهوعند الظاهريين من المنطقيين حد تام و عندالمحصلين: إن كان اشتمل على جميع الذاتيات اشتمالالا يشذ منها شيء فهو حد تام و إن كان يشذمنها شيء فليس حدا تاما. و ليس الغرض فيالتحديد أن يحصل تمييز بالذاتيات فقط. أ لاترى إلى قولك إن الإنسان جسم ناطق مائتفليس هذا و إن ميز بالذاتيات بحد تام لأنهأخل بفصول أجناس متوسطة. و كذلك إن اشتملعلى فصول الأجناس المتوسطة و كان للشيءوحده بغير شركة غيره فصول كثيرة و كانبواحد منها كفاية في التمييز و لم يكن بهوحده كفاية في تمام الحد بل يحتاج أن تذكرجملتها حتى يكون الحد الحقيقي. فلهذا ليس رسم الحد ما قيل من أنه قول وجيزمميز للمطلوب بالذات بل ما قاله المعلمالأول في كتاب الجدل: إن الحد قول دال علىالماهية. يعني بالماهية كمال حقيقةالشيء التي بها هو ما هو و بها يتم حصولذاته.