برهان من کتاب الشفاء

ابو علی ابن سینا

نسخه متنی -صفحه : 284/ 54
نمايش فراداده

و بعد هذا كله فليكن الجسم المحول علىالإنسان علة لوجود الحيوان و ليس ذلكمانعا على ما علمت أن يكون الحيوان علةلوجود الجسم للإنسان فربما وصل المعلولإلى الشي‏ء قبل علته بالذات فكان سببالعلته عنده إذا لم يكن وجود العلة في نفسهاو وجودها لذلك الشي‏ء واحدا: مثل وجودالعرض في نفسه و وجوده في موضوعه فإن العلةفيهما واحد.

و ليس كذلك حال الجسم و الإنسان: فإنه ليسوجود الجسم هو وجوده للإنسان. و بالجملة لوشئنا أن نوصل الجسم إلى الإنسان قبلالحيوان لم [95 ب‏] يمكن و ذلك لأن الموصولإليه حينئذ لا يكون إنسانا لأن ما لم يكنحيوانا لم يكن إنسانا.

فمحال أن نوصل الجسم إلى حد أصغر يكون ذلكالحد الأصغر إنسانا و لم يصل إليه الحيوان.

و الحيوان إذا وصل إلى شي‏ء تضمن ذلكالوصول وصول ما فوق الحيوان. و يكون وصولالحيوان إليه غير ممكن أيضا بلا واسطةيكون وصولها نفس حصول الإنسان. و افهم منالوصول الحمل على مفروض.

و هذه فصول نافعة في العلوم دقيقة فيأنفسها لا يجب أن يستهان بها.

و قس على هذا حال الفصل الذي هو لجنسالإنسان في وجوده للإنسان فإنه كجنسالحيوان أيضا في أنه جزء من الحيوان يوجدأولا للحيوان و بالحيوان للإنسان. و اعرفهذا بالبيانات التي قدمت فإنك إن حاولتعرفانه من البيان الأخير تخيل عندك أن ذلكمختص بالجنس و لا يقال للفصل و ليس كذلك. ولكن في تفهم كيفية الحال فيه صعوبة ربماسهلت عليك إن تأنيت للاعتبار و ربما عسرت.و طبيعتها غير مطردة. فإذا أردت أن تعتبرذلك فتذكر حال الفرق بين الفصل و النوع وتذكر ما بيناه من أن طبيعة كل فصل و إن كانتفي الوجود