برهان من کتاب الشفاء

ابو علی ابن سینا

نسخه متنی -صفحه : 284/ 97
نمايش فراداده

و لا تسل كيف كان كليته من الوجوه الثلاثةبعد أن يصح الواحد الآخر كذلك.

فإذا قلت إن الشمس كذا و حكمت على الشمس منجهة ما هي شمس فقد حكمت على كل شمس لو كانتإلا أن مانعا يمنع أن تكون شموس كثيرةفيمنع أن يشترك في حكمك الكلي كثيرون و أنتجعلته كليا. فالحكم على الشمس بالإطلاقذاتي أولي و على هذه الشمس غير أولي. فهذاسبب هذه الشبهة الواحدة و أما الثاني منالأسباب الثلاثة فهو سبب الشبهة الثانية وهي كأنها عكس هذه الأولى في الوجهين جميعا.أحدهما في أنه لم يضع المقول على الكل فظنأنه وضع. و كان هناك وضع فظن أنه لم يضع. والثاني أن السبب فيه أنه لما حكم على كلواحد فكان الحكم عاما حسب أنه كلي و لم يكنفي الحقيقة كليا إذ كان قد فاته أنه أولي وكان هناك حكم على واحد فظن أنه لم يحكمكليا. و هذا كما يقول القائل إن التوازيأولي لخطين يقع عليهما خط فيجعل كل زاويةداخلة من جهة واحدة قائمة. و ذلك لأنه لايخلو شي‏ء من خطين بهذه الصفة إلا و همامتوازيان. فظن المقول على الكل كليا و ليسكذلك: لأن شرط الأولية فائت لأن الزاويتيناللتين من جهة واحدة و إن لم تكن كل واحدةقائمة بل كانتا مختلفتين لكن مجموعهما مثلقائمتين فإن التوازي يكون محمولا علىالخطين. و هذان الخطان و ذانك الخطانيعمهما شي‏ء التوازي موجود له أولا. و ذلكالشي‏ء هو خطان وقع عليهما خط فصيرالداخلتين من جهة واحدة معادلتينلقائمتين سواء كانتا متساويتين و قائمتينأو مختلفتين.

و أما السبب الثالث فهو سبب الشبهةالثالثة. و هي شبهة توقع فيها الضرورة أوالخطأ. أما الضرورة فإذا كان الشي‏ء الكليالعام لأنواع مختلفة لا اسم له. فيبينالحكم في كل واحد من أنواعه التي لها أسماءببيانات خاصة. فإذا لم يوجد الحكم لشي‏ءأعم منه لفقدان الاسم العام ظن أنه