برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
يكون في العالم واحد فإذا بطل حدث منجيفته أو رماد جيفته مثله آخر. و يقال كليةلما ليس له في الوجود بالفعل عموم و لاأيضا له في الوجود إمكان عموم و لكن لأنمجرد تصور العقل له لا يمنع أن يكون فيهشركة و إن منع وجود الشركة فيه أمر و معنىآخر ينضم إليه و يدل على أنه لا يوجد إلاواحدا أبدا. و أما نفس الطبيعة فلا يكونتصورها و تصور أنها واحدة بالعدد شيئاواحدا بل تصورها شيء غير مانع وحده عن أنتقال في العقل على كثيرين. و لكن معنى آخر وراء تصوره هو الذي يمنعالعقل عن تجويز ذلك. و الجزئي المقابل له فهو الذي نفس معناه وتصوره تصور فرد من العدد كتوهمنا ذات زيدبما هو زيد. و لا يمكن أن تكون هوية زيد بماهو زيد لا في الوجود و لا في التوهم فضلا عنالعقل أمرا مشتركا فيه. فالطبائع الكلية تقال على هذه الوجوهالثلاثة. و كان الأخير منها يعم الأولين. وهو أن العقل لا يمنع أن يكون المتصور منهامشتركا أو ينضم إلى تصوره معنى آخر. و ليسهذا نفس الطبيعة كالحيوانية بل الطبيعةمقرونا بها هذا الاعتبار و هو أزيد منالطبيعة وحدها بلا اعتبار زيادة. و إنما يشترط هذا و ينبه عليه حتى لا يظنأن هذا الاعتبار ليس اعتبار الكلية الذيهو اعتبار غير اعتبار الطبيعة بل هواعتبار طبيعة الشيء فقط. فهذا هو الذي ينبغي أن نجعله الكليالمعتبر في العلوم و في موضوعات المقدمات.و يجب أن تتذكر ما سمعته من هذا المعنى فيمواضع أخرى. و لا يحب أن تكون أمثال هذهالقضايا عندك شخصية بل يجب أن تعتقد أنالمقدمة الشخصية هي ما يكون موضوعها شخصامثل زيد و كل ما نفس تصور موضوعه يمنع وقوعالشركة فيه. و أما ما كان مثل الشمسفالموضوع فيه كلي و مقدمته كلية.