تحول الثقافی و تناقض الافکار

محمدتقی الفلسفی‏

نسخه متنی -صفحه : 33/ 22
نمايش فراداده

«20»

وحول احترام شرعية وقانونية أموال الناسقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أيهاالناس (إنما المؤمنون إخوة) ولا يحل لمؤمنمال أخيه إلا من طيب نفسه».

وهذا الحكم الإسلامي أنهى جميع أنواعالاعتداء على أموال الغير الذي كان سائداًفي العصر الجاهلي.

وحول مساواة حقوق الناس قال صلّى اللهعليه وآله وسلّم: «أيها الناس إن ربكم واحدوإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب(إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وليس لعربيعلى عجمي فضل إلا بالتقوى».

إن ما جاء في هذه العبارات من خطبة الرسولالأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم هو جزءمن البرنامج الإصلاحي للقرآن الكريم الذيحل محل الآداب والتقاليد الخاطئة للعهدالجاهلي. إن المحيط الاجتماعي قد تغيرتماماً بما بذله النبي صلّى الله عليهوآله وسلّم من جهود، فأنقذت التعاليمالإسلامية المجتمع من الشرك وعبادةالأوثان، بالإضافة إلى تطهيره من الظلموالاستبداد والفساد والانحطاط، ووجهتالناس نحو التكامل والسعادة.

نستخلص مما ذكرنا أن الرجال العظاموالمصلحين الكبار، والأنبياء عليهمالسلام في مقدمتهم، يستطيعون بإرادتهمالقوية وتصميمهم القاطع أن يغيروا أوضاعالمجتمع، وأن يكافحوا الآداب والتقاليدوالسنن الباطلة، وأن يزيلوا جذورالتقاليد الخرافية، لإنقاذ الناس منأغلال الجهل.

الإرتقاء العلمي:

إن أحد العوامل الاخرى التي لها تأثيركبير في إيجاد التحول في المجتمع،وبإمكانها تغيير أوضاع وظروف المحيطالاجتماعي، وإزالة السنن والأوهاموالتقاليد والآداب الخرافية، وإنقاذالناس من أغلال الجهل، هو نمو العلمالإجتماعي.

مما لا شك فيه أن اكتساب العلم والمعرفةهو من معايير الفضيلة والكمال الحقيقيللإنسان. إن اكتساب العلم ينمي عقلالإنسان، ويقوي الذاكرة، ويرفع من مستوىالإدراك ويحرك وعي الإنسان إزاء الحقائق.