إن الحياة في عالم اليوم بحاجة إلى تخصصومهارة فنية، ولا يمكن الحصول علىالمعلومات المتخصصة إلا عن طريق اكتسابالعلم والدخول في المراحل التخصصية.
«مع انتشار المدنية، لم يعد باستطاعةالأطفال أن يتعلموا بصورة صحيحة نهجالحياة في المجتمع من خلال الاشتراكبالأعمال المعقدة للكبار، لأن الكثير منأعمال الكبار ينجز بعيداً عن محل سكنىالصغار، والكثير من هذه الأعمال يقصر فهمالطفل عن استيعابه. ولذا فإن تقليد الطفليفقد، بالتدريج، أهميته التربويةالاُولى، ويصبح من الضروري على المجتمعأولاً أن يعد أفراده ويربيهم لنشاطاتالحياة، ومن ثم يدفعهم للعمل، وهذا يؤدياضطراراً إلى إنشاء مؤسسات يطلق عليها(مراكز تعليمية) تقدم فيها مواضيع منظمةتسمى (دروس) تعلم للأطفال.
في المجتمعات المتحضرة لا يمكن نقل جميعالعلوم المتوارثة والذخائر الاجتماعيةالواسعة إلا من خلال التربية والتعليمالرسميين بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال،في التربية والتعليم الرسميين يألفونالكتابة والمطالعة اللتين تعتبران وسيلةلانتشار المعلومات ومن البديهي أنه لايمكن تعلم الكتابة من الحياة العملية ومنالتعاون مع العاملين في الميادينالمختلفة» (1).
في عصرنا الحاضر تنتقل معلومات الجيلالسابق، التي هي ميراث اجتماعي، عن طريقينإلى الجيل اللاحق، أحدهما غير مباشر منخلال
(1) مقدمة على فلسفة التربية والتعليم، ص 10.