«يقول الدكتور هاريس: تطرح الحياة خارجمحيط المنزل والمدرسة، (أي في صالاتالسينما والمحافل، ومواضيع الكتبوالمجلات والتلفزيون)، أمام الشبابمواضيع ليس لها ذكر في البيت والمدرسةوالمراكز الدينية، أو هي مواضيع مخالفةلمواضيع هذه الأماكن، ولذا فإن الشباب،الذين لم ينضجوا عقلياً بموازاة النموالجسمي، يصابون بالضياع ولا يستطيعونأيجاد انسجام بين أحاسيسهم وحقائقالمجتمع» (1).
لقد اُصيب إنسان اليوم، نتيجة التحولالثقافي، باضطراب نفسي وتناقض فكري لدرجةأن البعض قد تعرض لأمراض نفسية. إن ثقافةاليوم قد ألحقت أضراراً بالمبادئالإيمانية والأخلاقية، التي هي نقطةارتكاز النفس، والمقر الأساسي لهدوءالضمير، وسلبت راحة الفكر من الناس. إنالكثير من الأشخاص تأثروا تأثيراً كبيراًبالمواضيع المتناقضة للثقافة الجديدةلدرجة أنهم أخذوا ينظرون إلى جميع القضاياالدينية والعلمية والأخلاقية الأساسيةنظرة شك وتردد فيها الكثير من سوء الظن أدتبهم إلى الضياع والحيرة وجعلت في داخلهمصراعاً دائماً مع النفس في اتخاذ أي قرار،وفي انسجامهم مع الظروف المحيطة.
«إن التغييرات السريعة في الثقافات أوجدتأفكاراً جديدة، وقد أدى هذا الوضع الفوضويبالكثير من الأشخاص الى الحيرة والضياعوتعذبت نفوسهم نتيجة عدم استطاعتهم إشباعرغباتهم والانسجام مع المقتضياتالإجتماعية، ولهذا السبب فمن المحتمل أنيصاب مثل هؤلاء الأشخاص بمختلف أنواعالأمراض
(1) المشاكل النفسية للشباب ص 20.