فالشباب المثقف فضلاً عن أنهم لا يعيرونأهمية لآراء الكبار ولا يتبعون أفكارهم،وإنما عندما يشاهدون شيئاً يستوجب اختلافالرأي يفتحون أفواههم بالانتقاد ويرفضوناسلوب آبائهم واسلوب الكبار ويعتبرونهخاطئاً مما يدفع بالكبار لاتخاذ موقفدفاعي عن آرائهم من خلال البحث والنقاشالذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى النزاع،وإذا تطور يصل الجدال إلى قطع العلاقاتالعائلية، فينفصل الأبناء عن الآباء،والنساء عن الأزواج، فتتدمر العائلاتوتتشتت.
وعليه فإن التحول الثقافي يترك أثراً ـبشكل ما ـ على العائلات المثقفة وغيرالمثقفة، ويوجد الاختلاف بين الشيوخوالشباب، ولكي نوضح جانباً صغيراً من هذاالاختلاف الكبير، ونقدم سبلاً لتقليل هذاالتضاد وعدم الانسجام، نناقش هنا قسماً منمطالب الشباب المتعلم، التي تدورغالباًحول ثلاثة مواضيع تعاني منها أكثرالعائلات.
أحدها انتقادهم لبعض الآداب والتقاليدالاجتماعية، وهذا ما سنبحثه في هذهالمحاضرة، والآخر اسئلة الشباب حول اللهتبارك وتعالى والقضايا الدينية، التييكون البحث فيها في المحاضرتين القادمتين.ولتوضيح البحث يلزم أولاً أن نقدم توضيحاًعن الآداب والتقاليد الاجتماعية.
منذ القدم كانت هناك آداب وتقاليد وسننوآراء تعتنقها الشعوب المختلفة، البعضمنها، يمكن تبريره تبعاً للظروف الزمانيةوالمكانية وطبقاً للحاجات الاقتصاديةوالمصالح الاجتماعية وشؤون العائلة،والبعض الآخر منها نتيجة الجهلوالخرافات، التي قد يكون لها أحياناً جانبجنائي، وتعتبر من الممارسات اللاإنسانية.وسنورد مثالاً لك قسم من هذه الأقسامالثلاثة.