تعددیة الدینیة

محمد تقی مصباح الیزدی‏

نسخه متنی -صفحه : 77/ 38
نمايش فراداده

توضيح آية: (ومن يبتغِ غير الإسلام ديناًفلن يُقبل منه).

لقد كان السبب من تكرار بعض المطالبالسابقة هو التعرض لهذا السؤال الذي نتجعن هذا البحث وهو: كيف تحلّون التهافت بينما ذكرتم وبين الآية القرآنية الصريحة؟فإن لازم كلامكم من دخول بعض الأفرادغيرالمسلمين إلى الجنة هو قبول بعضالأديان نوعاً ما وفي الجملة، بينما نجدالآية القرآنية تصرّح بعدم قبول أي دينغير الإسلام على الإطلاق:

(ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبلمنه وهو في الآخرة من الخاسرين)(1).

أما بالنسبة لهذه الآية الكريمة فلوأردنا أن نتعرض لتفسيرها بشكل مفصّل; لخرجبنا البحث عن موضوعنا الأصلي، لذا نقتصرعلى الإجمال دون التفصيل ونقول:

لقد كان الدين الذي أنزله الله للناس فيزمن النبي إبراهيم(عليه السلام) هو الدينالإسلامي، وكان على الناس اتباعهوالالتزام به إلى أن تُنزل شريعة جديدة.وعندما أرسل النبي موسى(عليه السلام)نُسخت شريعة إبراهيم، وكان دينه هوالإسلام أيضاً; مع وجود بعض الاختلاف فيالأحكام التي كانت في شريعة إبراهيم.وعندما بُعث النبي عيسى(عليه السلام)نُسخت شريعة موسى وكُلّف الناس باتباعشريعة عيسى التي تختلف مع شريعة موسى ببعضالأحكام، وأما دين عيسى فقد كان الإسلامأيضاً، إلى أن انتهى الأمر بأن بعث اللهالنبي الأكرم محمداً(صلّى الله عليه وآله)فُنسخت كل الشرائع السابقة، وكُلّف الناسبالعمل بالشريعة الإسلامية، وأما دينالنبي محمد(صلّى الله عليه وآله) فهوالإسلام أيضاً، وحيث كان لهذه الشريعةأحكام وقوانين وتعاليم خاصة تميزت به عنجميع الشرائع السابقة، صار للإسلام معنىجديد خاص،

(1) آل عمران: 85.