تعددیة الدینیة

محمد تقی مصباح الیزدی‏

نسخه متنی -صفحه : 77/ 54
نمايش فراداده

ببيان القيّميات وتشتمل على تعابير نحو(يجب) و(لايجب) و(ينبغي) و(لاينبغي)، ولاتكونهذه القضايا كاشفة عن واقع عيني واحد.ليمكن القول أن هناك رأياً واحداً هوالصحيح وأما البقية فباطلة وفاسدة. وكلقوانين الإسلام وأحكامه وقيمه الأخلاقيةأيضاً من هذا القبيل نحو: تجب الصلاة،لاينبغي الاعتداء على حقوق الآخرين،ينبغي أن تكون صادقا، ولا ينبغي أن تكونكاذبا، وأمثال ذلك من القضايا التي لايمكنلنا أن نصفها بالصدق أو الكذب، بالصحة أوالفساد، إذ ليس لها أي واقع عيني لكييتأتّى لنا مقايسة محتواها مع الواقعالعيني، ونرى هل أن هناك مطابقة فنصفهابالصحة، أو لاتوجد مطابقة فنصفهابالفساد، بل حقيقة هذه القضايا ليست سوىالذوق والجعل والاعتبار، تماما مثل قولشخص: إن اللون الإخضر جميل، وقول آخر: إناللون الأصفر جميل، فليس لمقولتهما حقيقةسوى أن ذوق الأول هو الإعجاب باللونالأخضر، وذوق الثاني هو الإعجاب باللونالأصغر، ولا يمكن أن نقول: بأن الأول صادقوالثاني كاذب أو العكس، وأن اللون الأخضرمثلا في الواقع هو الجميل دون الأصفر، وفيهكذا موارد لامعنى أبداً للبحث فيها عنالصدق والكذب ولاعن الصحة والفساد.

وعلى أساس هذا المبنى الموجود في علمالمعرفة، يُفتح المجال للنسبية وقبول عدةآراء مختلفة في أمر واحد في مورد القضاياالقيميّة، فكما نقول: بأن اللون الأخضرجميل وكذا اللون الأحمر والأصفر و... فإنالأمر راجع لذوق الشخص وإعجابه، كذلكبالنسبة للقضايا الدينية، وعلى الأقل فيقسم منها ـ وهو الأحكام والمسائل القيميّةـ يمكن أن نقول بهذا الرأي أيضاً، وعندماتطرح المسائل القيمة المتضمنة ليجبولايجب وينبغي ولا ينبغي، يُفسح المجالللأقوال المختلفة بحسب