تعددیة الدینیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
اختلاف الزمان والمكان والأشخاصوالمجتمعات، ويمكن قبولها كلها، فيمكناعتبار أمر ما في القرن الهجري الأولحسناً، ونفس الأمر يكون في القرن الرابععشر قبيحاً، وكل من الحكمين صحيح في زمانه.والأمور الحسنة عند الانجليز شىء، وعنداليابانيين شىء آخر، وكل منهما على حق،والتعري أمام الناس أمر مستقبح في كلالمجتمعات الحالية، لكن لعله يأتي اليومالذي تكون فيه هذه المسألة عادية جداً فيبعض المجتمعات، بل قد تكون مطلوبة أيضاً،فهذه مسألة تتعلّق بالعرف الاجتماعيوعاداته ولافرق أبداً بين أن يتفقوا علىقبح التعرّي أو على حسنه. والحسن والقبحالموجود في الإسلام أو أي دين آخر من هذاالقبيل بلا أدنى فرق، فلا نقول: إن أحكامالإسلام وقيمه هي الصحيحة أو أن أحكاموقيم المسيحية أو اليهودية هي الصحيحة، بلالمسألة تتعلّق بنفس الشخص فالدين الذيينتخبه ويختاره هو الصحيح. وخلاصة الكلام هي: أننا إذا لم تقبلالتعددية الدينية في مجال الاعتقادات،وذلك القسم من الأمور الدينية المشتملةعلى «الموجودات والمعدومات» فإننا نقبلالتعددية حتما في مجال الأحكام والمسائلالقيميّة في الأديان. وقد اختار البعض ـ كما ذكرنا ـ في علمالمعرفة، أن جميع المعارف البشرية وفي أياختصاص كانت تعتبر نسبية، بينما اختارالبعض الآخر نسبيتها في مجال الأخلاقياتوالقيميات، أو أن القضايا القيميّةوالأخلاقية لاتتصف من الأساس بالصدقوالكذب. والآن، حان الوقت لتقويم النسبية فيالقيميات، ومدى اعتبارها.