ليس لها حقيقة وراء الذوق والاعتبار،تتفاوت بين الأفراد والمجتمعات المختلفة،فكما أن المزاج في الطعام واللون يختلف منشخص إلى آخر، كذلك الأمر في القيم والحسنوالقبيح، وكما أنه في اللون والطعام لايوجد فيه جيد بشكل مطلق، بل عند بعض جيدومرغوب وعند آخرين رديء وغير مرغوب، كذلكبالنسبة للقيم والمسائل الأخلاقية، فهيعند بعض مطلوبة ومرغوب فيها وعند آخرينغير مرغوب فيها، فالأمر يختلف من فرد إلىفرد ومن مجتمع إلى مجتمع آخر.
وأما تسلسل البحث فقد تقدم أن التعدديناستدلوا أولاً بأنه: «كما أن التعدديةمطلوبة ومفيدة في مجال الاقتصاد والسياسةوأمثالها، كذلك نقول في مجال الدين بإمكانالتعددية الدينية ومطلوبيتها»، ونحن فيمقام الجواب، قلنا: إنه يوجد مسائل مثلالرياضيات والفيزياء ليس لها إلاّ نتيجةواحدة، فلماذا لا تكون القضايا الدينية منقبيل الفيزياء والرياضيات؟ ثم قلنا بأنالتعددين جاؤوا بشاهد وببيان ثان علىمدعاهم وهو النسبية في القيم، وجاؤوا ببعضالأمثلة للآداب والتقاليد الأخلاقيةوالاجتماعية، وهم يريدون إثبات أن الصفةالعامة للمسائل الأخلاقية والقيمية هيالنسبية، ويخلصون إلى هذه النتيجة وهي: أنالدين لكونه من المسائل القيمية فهو إذاًأمر نسبي.