بل تتفاوت درجات الحق والباطل فيها، ممّايجعل لأحدها مزيّة على البقية، ولكن لايوجد فضل ومزيّة مطلقة، بل كل الأديانتحتوي على الجيد والرديء وفيها الباليوالجديد.
تقويم هذا التفسير:
وفي مقام تقويم هذا التفسير نقول:أولاً: إنّ كل منصف يستطيع بما لديه منمعلومات إجمالية عن الأديان، أن يحكم بعدمالتساوي بين الأديان وبوجود الترجيحوالأفضلية لبعضها على الآخر، لأننا نرى فيبعض هذه الأديان طقوساً واعتقادات يخجلاللسان من لفظها ويستحي القلم من كتابتها;فهل يعقل أن نساوي بين دين عبدة الحيوانوالبقر والكلاب وبين دين التوحيد وعبادةاللّه؟! وهل يعقل أن نماثل بين عبادة بعضالهنود للآلة التناسلية، وما يقومون به منأعمال بشعة للتداوي من العقم وبين الإسلامومذهب النجاة الجامع للكمالات والآمربعبادة اللّه الواحد؟ كلاّ لا يعقل ذلكأبداً، والقول بتساوي جميع الأديان فيغاية الضعف والوهن، وكذا لا يعقل القولبتساوي القيم وإمكان اختيار أيّ واحد منهاإذ لا يقول بذلك من له عقل.
ثانياً: يستحيل قبول هذا القول ويُرفضبشدة خصوصاً عند من يعتقد بالقرآنوالإسلام إذ لا يمكن قبول بعض القرآنوإنكار بعضه، لأن إنكار بعض القرآن بمثابةإنكار القرآن كلّه، ولا يكون الشخص مسلماًبرفضه لبعض القرآن: (أفتؤمنون ببعض الكتابوتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكمإلاّ خزيٌ في الحياة الدنيا ويوم القيامةيردّون إلى أشد العذاب