يحتوي الإسلام على مجموعة من الحقائقاليقينية الثابتة المطلقة التي لا تقبلالتغيير أبدا، وهي ما يُعبّر عنهابضروريات الدين، وقد تتسع أحياناً دائرةهذه المجموعة من الحقائق لتشمل قطعياتومسلّمات الإسلام، وهي حقائق لا يختلففيها إثنان من المسلمين، فصلاة الصبح مثلامؤلّفة من ركعتين عند الجميع ولا تحتاجإلى أيّ بحث وتحقيق، بل هي من ضرورياتالإسلام ولذا يقول الفقهاء أنه لا حاجةللتقليد في ضروريات الإسلام، ويعتقدالبعض أنه لا مجال للتقليد أيضاً فيالقطعيات وإنما يصحّ التقليد في خصوصالظنيات، وأما بالنسبة لوجوب الصلاة فليسجميع المسلمين يعلمون ذلك فحسب، بل الكفارالذين لايقبلون الإسلام يعلمون أن فيالإسلام حكماً باسم وجوب الصلاة علىالناس، وهي تلك المؤلفة من ركوع وسجودوبقية الأفعال الأُخرى. ومن لا يعلم بالحجالواجب على المسلمين وأنهم في بعض أيام ذيالحجة يذهبون إلى مكة ويقومون ببعضالشعائر والأعمال؟ ولو ادعى شخص بأنالصلاة أو الحج ليسا من الإسلام، فسيواجهبالرفض من أقل الناس معرفة بالإسلام ويقولله: بأن ذلك من ضروريات وقطعيات الإسلام،ولا تردد في وجوبهما أبداً، ولايمكن أنيتغيرا أو يؤثر عليهما الزمان والمكان بلحتى أنه لامجال للتقليد فيهما لأن كل مسلميعلم بوجوبهما في الإسلام، ولذا قيل: بأنإنكار ضرورية من ضروريات الإسلام يؤدّيإلى الارتداد. وتحسن الإشارة إلى رأيالإمام الخميني(قدس سره) وهو أن إنكارالضروري الإسلامي يوجب الارتداد إذا رجعذلك إلى إنكار الرسالة، ولكن بعض الفقهاءلايرى هذا الشرط لازما وإنكار الضروريعنده يؤدّي إلى الارتداد مطلقاً.