مثلاً على نموّه المطلوب في بلد معينينبغي أن لا نجد عندهم وجهة نظر واحدة بلأن الاختلاف بينهم طبيعي جداً، ولا ضرورةلأن يتفقوا في وجهات النظر ـ وهو: لماذا لانقبل بالتعددية في مجال الثقافة والدين؟ويترقى السؤال عندهم إلى صياغة اُخرى وهي:لماذا الإصرار على الاعتقاد بالإسلام أوبالمسيحية؟ وماهي الضرورة الداعية لأنيعتقد الإنسان بوجود اللّه؟ فإن هناكأشخاصا كثيرين لا يعتقدون بوجود اللّه أوعلى الأقل يشكّون بوجوده، وهذه عقيدةأيضاً إلى جانب تلك المعتقدات، فلماذا لانتبنّى هذه العقيدة؟
وعلى هذا الأساس نرى أن المسألة جديّةوأكبر من أن تُحلّ بكتاب، وتستدعي أننشمّر عن سواعد الجدّ فنستقبل أسئلةالشباب برحابة صدر، ونقدّم لهم الأجوبةالمنطقية والاستدلالية.
الردّ على الدليل الأول للتعدّدين:
وأما في مقام الجواب على ما ذكرهالتعدّديون من أدلّة فنقول:إننا لا نرى وجود أي تلازم منطقي بين قبولالكثرة والتعددية في الاقتصاد والسياسة،وبين قبول التعددية في الدين والثقافة،وبعبارة اُخرى، إن البيان الذي قدموهيتلخص بالمقولة التالية وهي: «بما أنالتعددية في الاقتصاد والسياسة وأمثالهامفيدة ومطلوبة، فهي إذاً في مجال الدينوالثقافة مفيدة ومطلوبة أيضاً». وهذهالمقولة ليست إلاّ إدعاء صرفاً لا تثبتبدليل، وهي تشبه كلام من يقول: «بما أنوجود أحد عشر لاعباً في كرة القدم أمرمطلوب; فوجودهم كذلك في لعبة كرة السلة أمرمطلوب أيضاً»، وهذا كلام عجيب ومضحك وليسإلاّ إدعاءً