وما اللّه بغافل عما تعملون)(1)، ويقولالكتاب العزيز في مكان آخر: (إن الذينيكفرون باللّه ورسله ويريدون أن يُفرّقوابين اللّه ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفرببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاأولئك هم الكافرون حقّاً وأعتدناللكافرين عذاباً مهينا)(2) ونحن المسلموننعتقد بأن كل ما أنزله اللّه لنا وبلّغهرسوله من الإسلام والقرآن حق، ولا يوجدفيه باطل ولا خرافة أبداً: (وإنه كتاب عزيزلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا منخلفه...)(3). وهذا لا ينافي وجود بعض العناصرالحقّة في بعض الأديان الاُخرى، وعلى سبيلالمثال نذكر شعار الزرادشت المعروف «قولحسن، فكر حسن، عمل حسن» فإنه شعار جيد ولاأحد ينكره، وكذلك توجد بعض المقولاتالحقّة في المسيحية واليهوديةوالزرادشتية لما فيها من جذور إلهية، رغمما تعرضت له ـ بنظرنا ـ من التحريفوالتزوير.
وما ذكرناه لا يعني أبداً أن الإسلامكبقية الأديان عبارة عن خليط من الحقوالباطل، ولا فرق بين كون الشخص مسلماً أومسيحياً أو يهودياً أو زرادشتيا; بل نقول:بأن الإسلام والقرآن الذي أنزله اللّهبواسطة الرسول الأكرم حق مطلق، ولا يشتملعلى أيّ نحو من أنحاء الباطل والضلال.
التفسير الثاني للتعددية الدينية:
والتفسير الثاني الذي يمكن استفادته منكلمات حاملي لواء التعددية الدينية هو:«إن لجميع الأديان طرقا متعددة توصل إلىحقيقة واحدة»، وهذا التفسير يختلف عنالتفسير الأول الذي كان يقول: «إن الحقائققد(1) البقرة: 85.
(2) النساء: 150 ـ 151.
(3) فصلت: 41 ـ 42.