وعلى هذا الأساس نصل إلى نوع من التعدديةفي نظرية المعرفة، وهي في الواقع ليست إلاالنسبية أو التشكيك، ويصر البعض علىتسميتها بالنسبية ولايرضون بإرجاعها إلىالشك أبداً، ولايرونه لازما لهذه النظرية.ولكن لا تهمنا التسمية أبدا فليكن اسمهاالنسبية أو التشكيك أو أي شيء آخر، وإنماالمهم هو مضمون هذه النظرية وهو أنهلايمكن إدراك الواقع بتمامه، والعلملايوصل أبداً إلى الاعتقاد اليقيني بمعنىالكشف عن الواقع بأسره.
توضيح التعددية عبر الاستفادة من مثالالمخروط الزجاجي
لقد ذكرنا أن هذه النظرية يمكن أن تكونمبنى للتعددية الدينية، لأنه بناءً علىهذا التفسير للعلم ستكون كل نظرية علميةبمثابة سطح وزاوية من المخروط الزجاجي حيثيكشف لنا هذا السطح عن قسم من الواقعية ولايكشف كل الواقعية، لأنها مقسّمة على جميعسطوح وزوايا المخروط المختلفة، وإذافسّرنا التعددية على هذا النحو; أمكن لناالقول أنّ الحقيقة واحدة وهي: المخروطالذي له سطوح مختلفة، ولكنها تظهر لكل شخصعلى شكل خاص بحسب الزاوية التي ينظر منخلالها إلى المخروط. وتكون كل نظرية علميةبمثابة سطح من المخروط والنتيجة هي عدمإمكان الإحاطة بكل الحقيقة.فإذا أخذنا بعين الاعتبار هذا التشبيةبالمخروط وأردنا أن نستفيد منه في توضيحالتعددية وتفسيراتها المختلفة; لقلناإنهذا التفسير الأول، وهو أن الحقيقة واحدةولكن طرق الوصول إليها مختلفة، تماما مثلالمخروط الزجاجي فليس هو إلا شيئاًواحداً، ولكن بما أن الناظر إليه ينظر منإحدى الجهات; فمن الممكن أن يرى صورة عنالمخروط