ما هي وظيفتنا في اختيار الدين، وما هوحكم متّبعي الأديان الأخرى؟
بناء على ما مرّ، فإننا مكلّفونبالالتزام بأحكام القرآن الكريم وتعاليمالنبي الأكرم والأئمة الأطهار(عليهمالسلام)، ولن يتقبل منّا أي التزام آخر،ولا يعني أن هذا الدين يغاير بقية الأديانالسابقة تغايراً ماهوياً، بل هناك مشابهةفي كثير من الأحكام وفي العناوين العامةرغم الاختلاف الموجود وكلها تعتبر منالإسلام، والأشخاص الذين لم يتمكنوا منمعرفة الحق وكانوا مستضعفين فسوف يؤجرونيوم القيامة على قدر معرفتهم، وأما الذينعرفوا الحق فعاندوه وخالفوه; فسوف يخلدونفي العذاب، وهذا معنى الجملة الواردة فيدعاء كميل «أقسمت أن تملاها من الكافرينمن الجنة والناس أجمعين وأن تخلِّد فيهاالمعاندين»، وأما المقَصّرون الذين لميكن عندهم أي عناد فإنهم يعذّبون على قدرتقصيرهم.
والنتيجة هي أن المخلّدين في العذاب همالمعاندون فقط، وأمّا غيرهم فإما أن يُعذرعلى قصوره وإما أنّ يُعذب على قدر تقصيره،وما يهمنا هنا هو، أننا إذا قلنا: إن بعضالأفراد ممن لم يتّبع الإسلام سوف لنيُعذّب يوم القيامة فذلك بسبب العذروالقصور، لابسبب أن دينهم حق ومقبول،والدين الحق والصراط المستقيم واحدلاغير، فعدم ذهاب عدد من غير المسلمين إلىجهنّم وعدم تعذيبهم في النار لايستلزمتعدّد الأديان و أن سبل الحق كثيرة.