إذاً هناك عاملان عقلائيان غير العواملوالبواعث السياسية البغيضة، يؤديان إلىظهور فكرة التعددية الدينية:
الأول: عامل نفسي وهو أننا لا نقبل بذهابجميع الناس إلى الجحيم.
والثاني: عامل اجتماعي يهدف إلى تجنبالحروب والصراعات.
وفي مقام الرد على هذين العاملين لابد أننطرح السؤال التالي وهو: هل الحل الوحيدلرفع الحروب الدينية والاختلافاتالمذهبية القول، بأن كل الأديان على صواب؟
وهل الحل الوحيد لرفع مشكلة «العاملالنفسي» ـ وعدم القدرة على تصور دخول جميعالناس إلى النار، لمجرّد عدم معرفتهمبالطريق الصحيح ـ هو القول بالتعدديةالدينية، وصوابية التوحيد والتثليثوعبادة الأصنام معاً؟
تقويم العامل النفسي للفكر التعددي:
أما بالنسبة للعامل النفسي وهو أن جميعالناس ـ ما عدا المسلمين الشيعة الإثنيعشرية ـ من أهل النار فنقول:إن هذا الأمر غير صحيح أبداً والإسلام لايرتضيه، ومع كوننا نعتقد أن المذهب الحقّواحد لا غير; لكننا لا نقول بذهاب جميعالناس إلى جهنم، بل خصوص أهل التحديوالعناد; فبعض الناس لم يتعرّف على الدينالحق لسبب من الأسباب، وبعض آخر تعرّفعليه ولكن لبغضه له أو لعدائه لم يقبلالإسلام، ومن البديهي أن يكون حكم الجاهلمختلفاً عن حكم العالم المعاند، وهذاالبحث مطروح في مسألة المستضعف الفكريوالجاهل القاصر وهو بحث فقهي كلامي لا بأس