والكذب بالقياس إلى ما يترتب عليه منمفاسد قبيحا.
الملاحظة المهمة التي لابد من أضافتها هي:أن الإسلام لايحصر المصالح والمفاسدبالأمور الدنيوية والمادية، بل هناكسلسلة من المصالح والمفاسد تتعلّقبالأمور المعنوية والحياة الأبديةللإنسان أكّد على وجودها الدين الإسلامي.
نتيجة البحث في التعددية
وصلنا في هذا القسم من البحث إلى أنالمعارف الدينية ـ سواء كانت مجموعةالعقائد أو مجموعة الأحكام والمسائلالأخلاقية والقيمية ـ تابعة للأمورالواقعية، والحقيقة في كل هذه المجالاتواحدة لا أكثر، والدين الحق واحد لا تعددفيه أيضاً، وما يظهر من التغيير في مجموعةالأحكام والقيم، ككون الصدق مثلا حسناًتارة وقبيحاً تارة أخرى، فإنه يعود لنوعمن المسامحة في بيان الحكم وعدم ذكر تمامشرائطه وقيوده. ولو ذكر الصدق مع جميعقيوده لكان إمّا حسناً دائماً وإمّاقبيحاً دائماً دون أي تغيير.وذكرنا أنه بالإمكان أن يكون منشأ الفكرالتعددي من الناحية الفلسفية والمعرفيةأحد أمور ثلاثة: الوضعية أو النسبية أوالتشكيك، فإذا قلنا كما قال الوضعيون: بأنجميع الأمور الميتافيزقية وغير التجريبيةنحو (الله موجود) و(القيامة موجودة) وأمثالذلك، كلها قضايا لا معنى لها، أو قلنا كمايقول النسبيون: بأن المعارف البشرية أوعلى الأقل خصوص القضايا الأخلاقيةوالقيمية نسبية، أو قلنا بالتشكيك في جميعالمعارف البشرية وأنها كلها ليست قطعيةولا يقينية بل متفاوتة الدرجات في الشكوالترديد، فسوف نصل بناءً على كل واحد منهذه