من الأصول ـ تلك الأصول التي نقبلهاتقريباً نحن المسلمين ـ وهي وجود اللهوخلود الروح الإنسانية، ويقول (كانت) نحننثبت وجود الله وخلود الروح من خلال ذلك،فإذا لم نعتقد بالحساب والكتاب وأن هناكربّاً يُعاقب ويجازي على الأعمال; فلنيكون عندنا أي دافع على فعل الأعمالالحسنة ولا رادع عن فعل الأعمال القبيحة،وكذلك إذا اعتقدنا بوجود الله ولكن لمنعتقد أن روح الإنسان خالدة، وأن الإنسانينتهي ويُمحى كل أثر له بعد موته ولا يوجدجزاء وعقاب إلا في هذه الدنيا; فإنه لنيكون عندنا دافع قوي لرعاية الأصول والقيمالأخلاقية. وعلى هذا الأساس يرى (كانت) أنالله لايمكن إثباته بالبرهان النظري،ولكن مع ذلك يمكن إثباته عبر العقلالعملي، وأنه لابدّ أن يكون موجودا ليكونضامنا لتنفيذ وإجراء الأخلاق على الأرض.
خلاصة الردَّ على نظرية (الدين العالميالواحد)
إنّ البعض يدّعي أننا نعتبر الاختلافاتبين الأديان أموراً فرعية وذوقية ونقومبالتمسك بالمشتركات بينها لنقدّمها للناسدينا عالميا واحداً.ونحن في مقام الجواب نقول:
أولا: إن أهم الأصول عند جميع الأديان هيالله والنبوة والمناسك العبادية، وقدتبيّن معنا أنه لايوجد أي وجه مشترك بينجميع الأديان الموجودة.
ثانيا: لو غضضنا النظر عن مسألة اللهوالنبوة والمعاد، وقبلنا أن هذا الدينالعالمي الواحد يتألف من مجموعة أصولأخلاقية مشتركة