التعددية والليبرالية.
هذا من ناحية النسبة والعلاقة بينهما،وأمّا من الناحية التاريخية وزمن نشوء كلمنهما فالظاهر أن الليبرالية متقدمة علىالتعددية بل حتى على العلمانية أيضاً.
لمحة ثانية عن العامل الاجتماعي لنشوءالتعددية الدينية:
أشرنا سابقاً إلى أن أحد العوامل المهمّةالباعثة على نشوء التعددية كان عبارة عنعامل اجتماعي، يهدف إلى إنهاء الحروبوإراقة الدماء الناتجة عن الاختلافوالنزاعات الدينية، وقد طرحت هذه الفكرةلأوّل مرّة في الديانة المسيحية لحلّالنزاعات والحروب الدامية بين الكاثوليكوالبر وتستانت وهو المذهب الذي أسّسهالقسيس «مارتين لوتر» الألماني، وتبعهعليه عدد كبير من المسحيين، وبعد أن صار لههذا العدد من الأنصار; بدأت المعاركالدموية مع الكاثوليك واستمرّت فترةطويلة، وما زالت مستمرّة في بعض الدولكإيرلندا وبريطانيا، وهذا كله غيرالنزاعات الأخرى بين أتباع مذهبالأرثوذكس وبين الكاثوليك.وللحدّ من هذه النزاعات والحروبالمذهبية; قام بعض علماء ومتكلميالمسيحيين بطرح فكرة التعددية في الدينالمسيحي، وقال: إنه يكفي للسعادة والنجاةأن نكون مسيحيين ولافرق بين الكاثوليكوالبروتستانت والأرثوذكس أبداً، ثم بعدذلك طرحت الفكرة نفسها لإنهاء الحروبالتاريخية بين اليهود والمسيحية، وحاولواجهدهم لرفع كل المسائل المؤدية لهذهالخلافات، ففي إحدى المناسك المسيحية ـوبالخصوص عند الكاثوليك ـ تقام مراسمالعشاء الرباني وهي عبارة عن صلاة عندهميقرؤون فيها بعض الأدعية والأذكاروالاوراد الخاصة