التفسير الأول للتعددية الدينية:
وهو أن: «جميع الأديان عبارة عن خليط منالحق والباطل، ولا يوجد بينها ماهو حق محضأو باطل محض»، وقد قيل في بيان هذاالتفسير: إننا لو نظرنا إلى جميع أديانالعالم المختلفة، فلن نجد ديناً كله حقوليس فيه باطل وكذا العكس، إذ هناك الكثيرمن العناصر المشتركة بين الأديان، ممايجعل أحد الأديان يقبل ما عند الدين الآخرمن معتقدات أو قيم أو أحكام، وعلى سبيلالمثال: نلاحظ أن القرآن الكريم كَتب علىالمسلمين عين مثل ما قد كُتب على اليهودوالنصارى، وقد صرح بذلك في مسألة القصاص(1);كما أنه يمكن أن نجد عقائد باطلة ومسائلخرافية في جميع الأديان. ولأجل هذا نرى أنجميع الاعتقادات الحقّة والقيم الصحيحةالرفيعة، والأحكام السامية ليست مجتمعةفي دين واحد، بل كل دين يشتمل على قسم منالحقيقة، ولذا لا يتحتم على الشخص أنيلتزم بدين واحد فقط، بل يمكن له أن يكونفي نفس الوقت مسلماً ومسيحياً ويهودياًوبوذياً و... وذلك عندما يعتقد ويلتزم بكلالعناصر الحقة الموجودة في كل دين، فيمكنللشخص أن يجد في البوذية، التي لا تعتقدبوجود اللّه، عناصر إيجابية جيدة، من قبيلهدوء الروح وتمركز القوى، وعدم حبّ الدنياوغير ذلك.ونلاحظ أن في التفسير المذكور جانباًمتطرفاً، حيث يقول بأن خليط الحق والباطلالموجود في كل دين أوصلنا إلى حد لا يمكنتفضيل دين على آخر، بل جعلها كلّها على حدّسواء. وأما إذا أردنا أن نجعل التفسيرالمذكور أكثر اعتدالاً، فالأولى أن نقول:إن الأديان ليست على حدّ سواء،
(1) المائدة: 45 ـ 48.