فقد تبين أن البحث عن التعددية بدأبالتعددية في المسائل الاجتماعية، ثمانتقل إلى النسبية في القيم، ثم انتهى إلىالنسبية المطلقة في جميع المعارفالبشرية، ومن الواضح أنه متى ما فرضتالتعددية نفسها على الساحة، لم يعد هناكداع للتقيد بالإسلام والإمام والثورةوالقيم كلها، ويمكن توجيه أي عمل وأياعتقاد وسلوك وأي فساد أخلاقي بسهولة.
ولكي نوفي البحث حقه سنتعرض لكل واحدة منهذه المطالب بشكل دقيق بحثاً ونقداً إنشاء اللّه.
عوامل نشأة الفكر التعدّدي:
إن البواعث والدواعي العقلائية لنشأةالفكر التعددي من دون التعرض لذكر البواعثالسياسية والنوايا السيئة وراء ذلك، وقديدعى في مقام نشأة هذا الفكر وجود باعثينمنطقيين وعقلائيين ـ ولو بنظرهم ـ علىالأقل:1 ـ العامل النفسي لنشأة الفكر التعددي:
إن العامل الأول لنشأة هذا الفكر عبارة عنعامل نفسي، وتوضيح ذلك كما يلي:يعيش الآن في العالم ما يقارب من ستةمليارات نسمة، ولها أديانها ومذاهبهاومسالكها المختلفة، وقد تعلّقت كل فرقةبدين أو مذهب خاص، بسبب ولادتها في تلكالمنطقة الجغرافية أو ذلك البلد المعين،أو بين تلك الجماعة من الأهل والأقاربالذين يعتقدون بذلك الدين أو المذهبالخاص، فقبل الناس الدين الذي وجدوا عليهآباءهم والتزموا به، ولم يضمروا أيّ عداءوأيّ حقد للأديان والمذاهب الاُخرى، ونحنإذا كنا