تعددیة الدینیة

محمد تقی مصباح الیزدی‏

نسخه متنی -صفحه : 77/ 56
نمايش فراداده

الرّد على التعددية في الأخلاقياتوالقيميات

لا شك أن هناك أمورا تتغير أحوالها منزمان إلى زمان ومن مجتمع إلى مجتمع آخر،فتكون حسنة في زمان وتصبح سيّئة في زمانآخر، أو تكون حسنة في مجتمع وسّيئة فيمجتمع آخر، أو تكون حسنة في ظروف معيّنةوتصبح سّيئة إذا تغيّرت تلك الظروف; فمثلاالصدق والكذب ليسا دائما الأول منهما حسنوالثاني قبيح ـ وإن اعتقد (كانت) بأن الصدقدائما حسن والكذب دائما قبيح بلا أياستثناء ـ والجميع يعلم أن الصدق في بعضالموارد ليس قبيحاً، بل قد يكون محرّماويصبح الكذب واجباً، كما لو أدىّ الصدقإلى قتل الظالم للمؤمن، والكذب إلى حفظه،فلكي نحافظ على حياة المؤمن يجب عليناالكذب، وهذا أمر واضح للغاية.

ويوجد أيضا في التعاليم والأحكاموالإسلامية حكم يحرّم القيام بأي عمليؤدّي إلى تحقير وإهانة المؤمن، والنتيجةالتي نحصل عليها من هذا الحكم، هي أنهعلينا أن لانقوم بأي عمل يؤذي المؤمن فيذلك المجتمع الذي يعيش فيه ويتصرف على طبقعاداته وتقاليده، وعلينا أن نراعي شعورهعلى ما هو عليه في آداب ذلك المجتمعوتقاليده طبعاً طالما لاتتصادم تقاليدالمجتمع وعاداته مع الواجبات أوالمحرّمات الشرعية.

وعلى كل حال، هناك موارد كثيرة من هذاالقبيل يبدو من خلالها قبول فكرة التعدديةوالنسبية في الأصول والقيم الأخلاقيةوالاجتماعية الإسلامية، فالصدق والكذب كلمنهما حسن وقبيح بحسب الشروط والظروفالمحيطة. ولابد من الانتباه إلى أن نتيجةهذا البيان هو النسبية لا التشكيك، أيأننا لا نعني بذلك الشك بأن الصدق حسن أوقبيح، بل